اللفظ وعزاه إليه ورواه البزار في مسنده حدثنا أحمد بن عبدة ثنا سفيان عن سالم أبي النضر عن بشر بن سعيد قال أرسلني أبو جهيم إلى زيد بن خالد أسأله عن المار بين يدي المصلي فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقوم أربعين خريفا خيرا له من أن يمر بين يديه انتهى وسكت عنه وفيه فائدتان إحداهما قوله أربعين خريفا الثانية إن متنه عكس متن الصحيحين فالمسئول في لفظ الصحيحين هو أبو الجهيم وهو الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم والمسؤول الراوي عند البزار زيد بن خالد ونسب بن القطان وابن عبد البر الوهم فيه إلى بن عيينة قال بن القطان في كتابه بعد أن ذكره من جهة البزار وقد خطأ الناس بن عيينة في ذلك لمخالفة رواية مالك وليس خطؤه بمتعين لاحتمال أن يكون أبو جهيم بعث بشر بن سعيد إلى زيد بن خالد وزيد بن خالد بعثه إلى أبي جهيم بعد أن أخبره بما عنده ليستثبته فيما عنده فأخبر كل واحد منهما بمحفوظة وشك أحدهما وجزم الآخر بأربعين خريفا واجتمع ذلك كله عند أبي النضر وحدث به الامامين مالك وابن عيينة فحفظ مالك حديث أبي جهيم وحفظ سفيان حديث زيد بن خالد انتهى كلامه وقال بن عبد البر في التمهيد روى بن عيينة هذا الحديث مقلوبا فجعل في موضع زيد بن خالد أبا جهيم وفي موضع أبي جهيم زيد بن خالد والقول عندنا قول مالك وقد تابعه الثوري وغيره انتهى كلامه قلت وحديث بن عيينة في سنن بن ماجة بمثل حديث البزار إلا أنه لم يسم أبا جهيم ولفظه حدثنا هشام بن عمار ثنا سفيان بن عيينة عن سالم أبي النضر عن بشر بن سعيد قال أرسلوني إلى زيد بن خالد أسأله عن المرور بين يدي المصلي فأخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لان يقوم أربعين خير له من أن يمر بين يديه قال سفيان لا أدري أربعين سنة أو شهرا أو صباحا أو ساعة انتهى ثم أخرجه عن وكيع ثنا سفيان عن سالم أبي النضر به بمتن الصحيحين ولا أدري سفيان هذا الذي في السند الثاني أهو الثوري أو بن عيينة فإن كان الثوري فقد وافق كلام بن عبد البر وإن كان بن عيينة فقد خالفه والذي يظهر أنه بن عيينة يدل عليه السند الأول والله أعلم وروى بن ماجة وابن حبان في صحيحه في النوع السابع والأربعين من القسم الثاني من حديث أبي هريرة
(٩٠)