عندهم التوقيف علي بن مسعود أنه صلى كذلك بعلقمة والأسود قال وهذا الذي أشار إليه أبو عمر قد أخرجه مسلم في صحيحه أن بن مسعود صلى بعلقمة والأسود وهو موقوف وقال بعضهم إنه منسوخ لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وفيها التطبيق وأحكام أخرى هي الآن متروكة وهذا الحكم من جملتها ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة تركه انتهى كلامه وقال النووي في الخلاصة الثابت في صحيح مسلم أن بن مسعود فعل ذلك ولم يقل هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ورواه أبو داود مرفوعا بسند فيه هارون بن عنترة وهو وإن وثقه أحمد وابن معين فقد قال الدارقطني هو متروك كان يكذب وهذا جرح مفسر فيقدم على التعديل ورواه البيهقي من طريق بن إسحاق عن بن الأسود به وابن إسحاق مشهور بالتدليس وقد عنعن والمدلس إذا عنعن لا يحتج به بالاتفاق انتهى كلامه قلت كأنهما ذهلا فإن مسلما أخرجه من ثلاث طرق لم يرفعه في الأوليين ورفعه في الثالثة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والدليل عليه أن الترمذي قال في جامعه وروى عن بن مسعود أنه صلى بعلقمة والأسود فقام بينهما قال ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ورواه البيهقي وأحمد من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال دخلت أنا وعلقمة علي بن مسعود بالهاجرة فلما زالت الشمس أقام الصلاة فقمت أنا وصاحبي خلفه فأخذ بيدي وبيد صاحبي فجعلنا عن يمينه ويساره وقام بيننا وقال هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كانوا ثلاثة انتهى وضعف بابن إسحاق وقد عنعن وهو مدلس وأجيب عن حديث بن مسعود هذا بثلاثة أجوبة أحدها أن بن مسعود لم يبلغه حديث أنس الآتي ذكره عقيب هذا الحديث الثاني أنه كان لضيق المسجد رواه الطحاوي في شرح الآثار بسنده عن بن سيرين أنه قال لا أرى بن مسعود فعل ذلك إلا لضيق المسجد أو لعذر آخر لا على أنه من السنة انتهى والثالث ذكره البيهقي في المعرفة قال وأما ما روي عن بن مسعود فقد قال فيه بن سيرين إنه كان لضيق المسجد وقد قيل إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأبو ذر عن يمينه كل واحد يصلي
(٤٢)