ركعتين ثم قال هذه القبلة ثم دخل مرة أخرى فقام يدعو ثم خرج ولم يصل انتهى وفي هذا اللفظ ما يعكر على اللفظ الذي قبله قال البيهقي وهاتان الروايتان إن صحتا ففيهما دلالة على أنه عليه السلام دخل البيت مرتين فصلى مرة وترك مرة إلا أن في ثبوت الحديثين نظر انتهى قلت ويعكر عليهما ما رواه إسحاق بن راهويه في مسنده والطبراني في معجمه قال إسحاق أخبرنا أحمد بن أيوب عن أبي حمزة عن جابر بن يزيد عن عكرمة عن بن عباس أن النبي عليه السلام لم يدخل البيت في الحج ودخل عام الفتح ولفظ إسحاق يوم الفتح يمحو صورا فيه فلما دخله أمر بالصور فمحيت زاد الطبراني فلما نزل صلى أربع ركعات أو قال ركعتين بين الحجر والباب مستقبل القبلة وقال هذه القبلة انتهى وفي البخاري في باب من كبر في نواحي البيت في بن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة وأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وفي أيديهما الأزلام فقال عليه السلام قاتلهم الله أما علموا أنهما لم يستقيما بهما قط فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه انتهى فهذا بن عباس أخبر أنه عليه السلام لم يصل فيه يوم الفتح لان إخراج الصور من البيت إنما كان زمن الفتح ومحال أن يكون عام الحج والله أعلم وقال بن حبان في صحيحه ولا تعارض بين خبر بلال وخبر بن عباس بل يحمل حديث بن عمر على يوم الفتح وحديث بن عباس على حجة الوداع انتهى وهذا يرده الحديث الذي قبله أنه عليه السلام لم يدخل البيت في الحج أحاديث الباب روى أبو داود في سننه من حديث يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة قال صلى ركعتين انتهى ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم والطبراني في معجمه
(٣٧٦)