قوله والمسبوق لا يبتدئ بما فاته إذ هو منسوخ قلت روى سندا ومرسلا فالمسند روى من حديث معاذ ومن حديث أبي أمامة فحديث معاذ أخرجه أبو داود في سننه في الاذان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال قال وحدثنا أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين واحدة حتى لقد هممت أن أبث رجالا في الدور ينادون الناس لحين الصلاة إلى أن قال فقال عمر أما إني قد رأيت مثل الذي رأى لكن لما سبقت استحييت قال حدثنا أصحابنا قال كان الرجل إذا جاء يسأل فيخبر بما سبق من صلاته وأنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين قائم وراكع وقاعد ومصل قال بن المثنى قال عمرو وحدثني بها حصين عن أبي ليلى حتى جاء معاذ فأشاروا إليه فقال معاذ لا أراه على حال إلا كنت عليها قال فقال عليه السلام إن معاذا قد سن لكم سنة كذلك فافعلوا مختصر قال الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ قال المزني معنى قوله إن معاذا قد سن لكم يحتمل أن يكون عليه الصلاة والسلام أمر أن يستن بهذه السنة فوافق ذلك فعل معاذ فإن بالناس حاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يسن وليس بالناس حاجة إلى غيره انتهى وكذلك نقله البيهقي في المعرفة عن المزني رحمه الله وكذلك رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في معجمه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ قال كان الناس على عهده عليه السلام إذا سبق الرجل ببعض صلاته سألهم فأومأوا إليه بالذي سبق به فيبدأ ليقضى ما سبق ثم يدخل مع القوم فجاء معاذ والقوم قعود في صلاتهم فقعد فلما فرغ عليه الصلاة والسلام قام فقضى ما كان سبق به فقال عليه الصلاة والسلام قد سن لكم معاذ فاقتدوا به إذا جاء أحدكم وقد سبق بشئ من الصلاة فليصل مع الامام بصلاته فإذا فرغ الامام فليقض ما سبق به انتهى وفي سماع بن أبي ليلى من معاذ نظر تقدم في الاذان
(٣٢٢)