يغسله ويكفنه ويدفنه بذلك أمر علي رضي الله عنه في حق أبيه أبي طالب قلت أخرجه أبو داود والنسائي عن سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال لما مات أبوه أبو طالب قال انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له إن عمك الشيخ الضال قد مات قال اذهب فوار أباك ثم لا تحدثني شيئا حتى تأتيني فذهبت فواريته وجئته فأمرني فاغتسلت ودعا لي انتهى ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار في مسانيدهم وليس في الحديث الغسل والكفن إلا أن يؤخذ ذلك من مفهوم قوله فأمرني فاغتسلت فان الاغتسال شرع من غسل الميت ولم يشرع من دفنه ولم يستدل به البيهقي وغيره من الشافعية إلا على الاغتسال من غسل الميت مع أنه قد جاء مصرحا به في بعض الأحاديث فروى بن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر الواقدي حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال لما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب بكى ثم قال لن اذهب فاغسله وكفنه وواره قال ففعلت ثم أتيته فقال لي أذهب فاغتسل قال وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية انتهى وروى بن أ ي شيبة في مصنفه الحديث بسند السنن قال إن عمك الشيخ الكافر قد مات فما ترى فيه قال أرى أن تغسله وتجنه وأمره بالغسل انتهى وروى أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق السدى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال لما توفى أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن عمك الشيخ الضال قد مات قال أذهب فواره ولا تحدث شيئا حتى تأتين قال فواريته ثم أتيته قال اذهب فاغتسل فاغتسلت ثم اتيته فدعا لي بدعوات ما يسرني
(٣٣٣)