في سننهما وعندهم الأربعة حدثني أبان بن صالح فزالت تهمة التدليس ولفظهم فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا أن نستقبل القبلة أو نستدبرها بفروجنا إذا أهرقنا الماء ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة انتهى وأبان بن صالح وثقه المزكون يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وقال الترمذي في العلل الكبير سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال حديث صحيح انتهى حديث آخر أخرجه بن ماجة عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك عن عائشة قالت ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم قوم يكرهون أن يستقبلوا بفروجهم القبلة فقال أراهم قد فعلوها استقبل بمقعدتي القبلة قال في الإمام قال الأثرم قال أحمد بن حنبل أحسن ما في الرخصة حديث عائشة وإن كان مرسلا فإن مخرجه حسن قلت له فإن عراكا يرويه مرة ويقول سمعت عائشة فأنكره وقال من أين سمع عراك عائشة بما يروي عن عروة عنها وحكى بن أبي حاتم في المراسيل عن أحمد قال رواه غير واحد عن خالد الحذاء ليس فيه سمعت وهكذا رواه غير واحد عن حماد بن سلمة ليس فيه سمعت قال الشيخ وقد ذكر عن موسى بن هارون مثل ما حكى عن أحمد في هذا ولعراك أحاديث عديدة عن عروة عن عائشة قال ولكن لقائل أن يقول إذا كان الراوي عنه قوله سمعت ثقة فهو مقدم لاحتمال أنه لقي الشيخ بعد ذلك فحدثه إذا كان ممن يمكن لقاءه وقد ذكروا سماع عراك من أبي هريرة ولم ينكروه وأبو هريرة توفي هو وعائشة في سنة واحدة فلا يبعد سماعه من عائشة مع كونهما في بلدة واحدة ولعل هذا هو الذي أوجب لمسلم أن أخرج في صحيحه حديث عراك عن عائشة من رواية يزيد بن أبي زياد مولى بن عباس عن عراك عن عائشة جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها الحديث وبعد هذا كله فقد وقعت لنا رواية صريحة بسماعه من غير جهة حماد بن سملة التي أنكرها أحمد أخرجها الدارقطني عن علي بن عاصم عن خالد الحذاء وفيه فقال عراك حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول الناس أمر بمقعدته فاستقبل بها القبلة انتهى وقال الحازمي في كتابه الناسخ
(١٢١)