ومثله حديث آخر أخرجه بن ماجة عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جد الزبيدي يقول أنا أول من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة وأنا أول من حدث الناس بذلك انتهى وروى مالك في الموطأ عن نافع عن رجل من الأنصار عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يستقبل القبلة ببول أو غائط فيه رجل مجهول فهو كالمنقطع والله أعلم قال الشيخ في الامام وقد اختلف العلماء هل النهي لأجل القبلة أو لأجل الملائكة قال وتعلق الأولون بما أخرجه أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار عن سماك بن الفضل عن بن رشدين الجندي عن سراقة بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم الغائط فليكرم قبلة الله عز وجل فلا يستقبل القبلة وأخرج أيضا عن عمرو بن جميع عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس ببول قبالة القبلة فذكر فتحرف عنها إجلالا لها لم يقم من مجلسه حتى يغفر له وأخرج الدارقطني عن زمعة بن صالح عن سملة بن وهرام عن طاوس مرسلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم البراز فليكرم قبلة الله عز وجل ولا يستقبلها ولا يستدبرها قال عبد الحق في أحكامه وقد أسند هذا عن بن عباس ولا يصح أسنده أحمد بن الحسن المصري وهو متروك قال بن القطان في كتابه والمرسل أيضا ضعيف فإنه دائر على زمعة بن صالح وقد ضعفه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم فائدة قال الشيخ في الامام ذكر بن حزم في كتابه أنه يحرم استقبال القبلة بالاستنجاء واستدل عليه بحديث سلمان بعد ما أخرجه من جهة مسلم بسنده عن سلمان قال قال لنا المشركون علمكم نبيكم كل شئ حتى الخراءة فقال سلمان أجل لقد نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه أو مستقبل القبلة الحديث كذا رأيته في كتابه مستقبل بالميم وبها تتم الحجة وليست هذه اللفظة في مسلم
(١١٩)