(8) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال كانت في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد، فجمع منهم أناسا في حظيرة حرقها عليهم بالنار، فبلغ ذلك عمر، فأتى أبو بكر فقال: انزع رجلا يعذب بعذاب الله، فقال أبو بكر: والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه، وأمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة.
(9) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس أن خالد بن الوليد وجه الناس يوم اليمامة فأتوا على نهر فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجرهم، ثم قطعوا إليهم فتراموا فولى المسلمون مدبرين، فنكس خالد ساعة ثم رفع رأسه وأنا بينه وبين البراء، وكان خالد إذا حزبه أمر نظر إلى السماء ساعة ثم رفع رأسه إلى السماء، ثم يفرق له رأيه، فأخذت البراء فجعلت ألحده إلى الأرض فقال: يا ابن أخي! إني لا أفطر، ثم قال: يا براء قم! فقال البراء: الآن؟ قال: نعم الآن، فركب البراء فرسا له أنثى، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أيها الناس! إنه ما إلى المدينة سبيل، إنما هي الجنة فحضهم ساعة ثم مضغ فرسه مضغات، فكأني أراها تمضغ ثدييها، ثم كبس عليهم وكبس الناس، قال حماد بن سلمة: فأخبرني عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال: كان في مدينتهم ثلمة، فوضع محكم اليمامة رجليه عليها، وكان عظيما جسيما فجعل يرتجز، أنا محكم اليمامة، أنا مدار الحلة، وأنا وأنا، قال: وكان رجلهم، فلما أمكنه من الضرب ضربه واتقاه البراء بجحفة، ثم ضرب البراء ساقه فقتله، ومع محكم اليمامة صفيحة عريضة، فألقى سيفه وأخذ صفيحة محكم فحمل فضرب بها حتى انكسرت فقال: قبح الله ما بيني وبينك وأخذ سيفه.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي عن رجل لم يسمه أن أبا بكر لما أتاه فتح اليمامة سجد.
كتاب التأريخ - قدوم خالد بن الوليد الحيرة وصنيعة