(8) غندر عن شعبة عن سماك عن النعمان بن حميد قال: دخلت مع خالي عباد على سلمان، فلما رآه صافحه سلمان، وإذا هو مقصص، وإذا هو يسف الخوص، فقال: إنه اشترى لي بدرهم فأسفه وأبيعه بثلاثة، فأتصدق بدرهم وأجعل درهما فيه، وأنفق درهما، ولو أن عمر نهاني ما انتهيت.
(9) أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير قال: نزلنا الصفاح فإذا نحن برجل نائم في ظل شجرة قد كادت الشمس تبلغه، قال: فقلت للغلام: انطلق بهذا النطع فأظله، فلما استيقظ إذا هو سلمان، قال: فأتيته أسلم عليه قال: فقال: يا جرير! تواضع لله، فإن من تواضع لله رفعه الله يوم القيامة، يا جرير! هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قال: قلت: لا أدري، قال: (ظلم الناس بينهم في الدنيا) ثم أخذ عودا لا أكاد أراه بين إصبعيه فقال: يا جرير! لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده، قال: قلت: يا أبا عبد الله؟ أين النخل والشجر؟ فقال: أصوله اللؤلؤ والذهب وأعلاه الثمر.
(10) محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: إذا كان العبد يذكر الله في السراء ويحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة: صوت معروف من امرئ ضعيف فيشفعون له، وإن كان العبد لا يذكر الله في السراء ولا يحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة، صوت منكر فلم يشفعوا له.
(11) أبو الأحوص وأبو معاوية عن الأعمش عن صالح بن خباب عن حصين بن عقبة قال: قال سلمان: علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه.
(12) أبو خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عمي موسى بن يسار أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء أن في ظل العرش إماما مقسطا، وذا مال تصدق أخفى يمينه عن شماله، ورجلا دعته امرأة ذات حسب ومنصب إلى نفسها فقال: أخاف الله رب العالمين، ورجلا نشأ فكانت صحبته وشبابه وقوته فيما يحب الله ويرضاه من العمل، ورجلا كان قلبه معلقا في المساجد من حبها، ورجلا ذكر الله ففاضت عيناه من الدمع من خشية