واحدا أحدا الواحد والأحد هنا بمعنى فذكر الأحد بعد الواحد للتأكيد ومما يفيد الفرق بينهما ما قاله الأزهري أنه لا يوصف بالأحدية غير الله تعالى لا يقال رجل أحد ولا درهم أحد كما يقال رجل واحد ودرهم واحد قيل والواحد يدخل في الأحد والأحد لا يدخل فيه فإذا قلت لا يقاومه واحد جاز أن يقال لكنه يقاومه اثنان بخلاف قولك لا يقاومه أحد وذكر أحد في الإثبات مع أن المشهور أنه يستعمل بعد النفي كما أن الواحد لا يستعمل إلا بعد الإثبات يقال في الدار واحد وما في الدار أحد فالجواب عنه ما قال ابن عباس أنه لا فرق بينهما في المعنى واختاره أبو عبيدة ويؤيده قوله تعالى فابعثوا أحدكم بورقكم عليه فلا يختص أحدهما بحمل دون آخر وإن اشتهر استعمال أحدهما في النفي والآخر في الإثبات صمدا الصمد هو الذي يصمد إليه في الحاجات أي يقصد لكونه قادرا على قضائها فهو فعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى المقبوض لأنه مصمود إليه أي مقصود إليه قال الزجاج الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد فلا سيد فوقه وقيل هو المستغني عن كل أحد والمحتاج إليه كل أحد لم يتخذ صاحبة أي زوجة ولا ولدا لأن الصاحبة تتخذ للحاجة والولد للاستئناس به والله تعالى منزه عن كل نقص ولم يكن له كفوا أحد أي مكافيا ومماثلا قوله (هذا حديث غريب) وأخرجه أحمد (والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث الخ) فالحديث ضعيف ومع ضعفه منقطع قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة أزهر بن عبد الله روى عن تميم الداري مرسلا قوله (حدثنا إسحاق بن منصور) الكوسج (أخبرنا علي بن معبد) ابن شداد الرقي نزيل مصر ثقة فقيه من كبار العاشرة (عن عبد الرحمن بن غنم) بفتح المعجمة وسكون النون الأشعري قوله من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه أي عاطف رجليه في التشهد قبل
(٣١١)