رقاب بكسر العين وفتحها بمعنى المثل أي ثواب عتق عشر رقاب وهو جمع رقبة وهي في الأصل العنق فجعلته كناية عن جميع ذات الإنسان تسمية للشئ ببعضه أي يضاعف ثوابه حتى يصير مثل ثواب العتق المذكور وكتبت أي ثبتت مائة حسنة بالرفع ومحيت أي أزيلت وكان حرزا أي حفظا ومعنى من الشيطان أي من غوائله ووساوسه يومه ذلك أي في اليوم الذي قاله فيه حتى يمسي ظاهر التقابل أنه إذا قال في الليل كان له حرزا منه ليلة ذلك حتى يصبح فيحتمل أن يكون اختصارا من الراوي أو ترك لوضوح المقابلة وتخصيص النهار لأنه أحوج فيه إلى الحفظ قاله القاري قلت قال الحافظ في الفتح قوله كانت له حرزا من الشيطان في رواية عبد الله بن سعيد وحفظ يومه حتى يمسي وزاد من قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك و مثل ذلك في طريق أخرى يأتي التنبيه عليها بعد انتهى قال النووي ظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في الحديث لمن قال هذا التهليل مائة مرة في يومه سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار وبعضها آخره لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزا له في جميع نهاره وكذا في أول الليل ليكون حرزا له في جميع ليلة ولم يأت أحد أي يوم القيامة بأفضل مما جاء به أي بأي عمل كان من الحسنات إلا أحد عمل أكثر من ذلك أي من جنسه أو غيره قال النووي فيه دليل أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم كان له هذا الأجر المذكور في الحديث على المائة ويكون له ثواب آخر على الزيادة وليس هذا من الحدود التي نهى عن اعتدائها ومجاوزة أعدادها وأن زيادتها لا فضل فيها أو تبطلها كالزيادة في عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة ويحتمل أن يكون المراد الزيادة من أعمال الخير لا من نفس التهليل ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره أو منه ومن غيره وهذا الاحتمال أظهر والله أعلم انتهى حطت خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر ظاهره مع قوله في التهليل محيت عنه مائة سيئة أن التسبيح أفضل من التهليل لأن عدد زبد البحر أضعاف أضعاف المائة وقد قال في التهليل ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به قال القاضي في الجواب عن هذا إن التهليل المذكور أفضل ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ومحو السيئات وما فيه من فضل عتق الرقاب وكونه حرزا من الشيطان زائدا على فضل التسبيح وتكفير الخطايا لأنه قد ثبت أن من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار وقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا
(٣٠٧)