أن تراددني في القول وتناظرني فيه (فقالت ما تنكر ذلك) وفي رواية البخاري قالت ولم تنكر أن أراجعك (وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل) أي من أول النهار إلى أن يدخل الليل (قد خابت) من الخيبة وهي الحرمان والخسران (وكان منزلي بالعوالي) جمع عالية وهي قرى بقرب المدينة مما يلي المشرق وكانت منازل الأوس (في بني أمية) أي ناحية بني أمية البقعة باسم من نزلها (وكان لي جار من الأنصار) اسمه أوس بن خولي بن عبد الله بن الحرث الأنصاري أو عتبان بن مالك والأول هو الراجح لأنه منصوص عليه عند ابن سعد والثاني استنبطه ابن بشكوال من المواخاة بينهما وما ثبت بالنص مقدم قاله القسطلاني (كنا نتناوب النزل) أي من العوالي أي كنا نجعله نوبا (فينزل) أي جاري الأنصاري (ويأتيني بخبر الوحي وغيره) أي من الحوادث الكائنة عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية ابن سعد لا يسمع شيئا إلا حدثه به ولا يسمع عمر شيئا إلا حدثه به (فكنا نحدث) وفي رواية مسلم فكنا نتحدث (أن غسان) بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة غير منصرف أي قبيلة غسان وملكهم في ذلك الوقت الحارث بن أبي شمر وهم كانوا بالشام (تنعل الخيل) بضم التاء من الإنعال يقال نعلت وانتعلت إذا لبست النعل وأنعلت الخيل إذا ألبستها وهو كناية عن استعدادهم للقتال مع أهل المدينة (قال) أي عمر (فجاءني) أي جاري (فضرب على الباب) أي ضربا شديدا كما في رواية البخاري (قال أعظم من ذلك) أي بالنسبة إلى عمر لكون حفصة بنته (طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه) إنما وقع الجرم بالطلاق لمخالفة العادة بالاعتزال فظن الطلاق (قد كنت أظن هذا كائنا) لما كان تقدم له من أن مراجعتهن قد تفضي إلى الغضب المفضي إلى الفرقة (شددت علي) بتشديد الياء (ثيابي) فيه استحباب التجمل بالثوب والعمامة ونحوهما عند
(١٥٩)