مكثت سنة أريد أن أسال عمر بن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له (اللتين قال الله) أي في حقهما إن تتوبا إلى الله خطابا لحفصة مكثت سنة أريد أن أسأل عمر عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له وعائشة على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما وجواب الشرط محذوف أي إن تتوبا إلى الله فهو الواجب ودل على المحذوف قوله فقد صغت قلوبكما أي مالت عن الواجب في مخالصة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب ما يحبه وكراهة ما يكرهه ووجد منكما ما يوجب التوبة وهو أنهما أحبتا ما كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى حج عمر) أي خرج حاجا وفي رواية البخاري في التفسير حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له (واعجبا لك) قال الحافظ يجوز في عجبا التنوين وعدمه قال ابن مالك وا في قوله واعجبا إن كان منونا فهو اسم فعل بمعنى أعجب ومثله واها ووى وقوله بعده عجبا جئ تعجبا وتوكيدا وإن كان بغير تنوين فالأصل فيه واعجبي فأبدلت الكسرة فتحة فصارت الياء ألفا كقولهم يا أسفا ويا حسرتا وفيه شاهد لجواز استعمال وا في منادى غير مندوب وهو مذهب المبرد وهو مذهب صحيح قال وتعجب عمر من ابن عباس مع شهرته بعلم التفسير كيف خفي عليه هذا القدر مع شهرته وعظمته في نفس عمر وتقديمه في العلم على غيره ومع ما كان ابن عباس مشهورا به من الحرص على طلب العلم ومداخلة كبار الصحابة وأمهات المؤمنين فيه وتعجب من حرصه على طلب فنون التفسير حتى معرفة المبهم (قال الزهري وكره والله ما سأله عنه ولم يكتمه) قال الحافظ استبعد القرطبي ما فهمه الزهري ولا بعد فيه (هي عائشة وحفصة) وفي رواية البخاري في النكاح هما عائشة وحفصة (ثم أنشأ) أي شرع عمر (يحدثني الحديث) أي القصة التي كانت سبب نزول الآية المسؤول عنها (معشر قريش) منصوب على الاختصاص (نغلب النساء) أي نحكم عليهن ولا يحكمن علينا بخلاف الأنصار فكانوا بالعكس من ذلك (فطفق) بكسر الفاء وقد تفتح أي جعل وأخذ (يتعلمن من نسائهم) وفي رواية البخاري يأخذن من أدب نساء الأنصار قال الحافظ بأي من سيرتهن وطريقتهن (فإذا هي تراجعني) من المراجعة
(١٥٨)