والباطن أي عن إدراك الحواس وهو بكل شئ عليم أي بالغ في كمال العلم به محيط علمه بجوانبه قوله (هذا حديث غريب) وأخرجه أحمد وابن أبي حاتم والبزار قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ورواه ابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة هو الأول والاخر والظاهر والباطن ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في أصحابه إذ مر عليهم سحاب فقال هل تدرون ما هذا وذكر الحديث مثل سياق الترمذي سواء إلا أنه مرسل من هذا الوجه ولعل هذا هو المحفوظ انتهى قوله (ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد الخ) قد صرح كثير من أئمة الحديث بأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة كما في كتاب المراسيل لابن أبي حاتم (فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه) قال الطيبي أما علمه تعالى فهو في قوله وهو بكل شئ عليم وأما قدرته فمن قوله هو الأول والاخر أي هو الأول الذي يبدئ كل شئ ويخرجهم من العدم إلى الوجود والاخر الذي يفنى كل شئ كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وأما سلطانه فمن قوله والظاهر والباطن قال الأزهري يقال ظهرت على فلان إذا غلبته والمعنى هو الغالب الذي يغلب ولا يغلب ويتصرف في المكونات على سبيل الغلبة والاستيلاء أوليس فوقه أحد يمنعه والباطن هو الذي لا ملجأ ولا منجا دونه كذا في المرقاة (وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان) أي يستوي فيه العلويات والسفليات وما بينهما (وهو على العرش كما وصف في كتابه) قال الطيبي الكاف في كما منصوب على المصدر أي هو مستو على العرش استواء مثل ما وصف نفسه به في كتابه وهو مستأثر بعلمه باستوائه عليه وفي قول الترمذي إشعار إلى أنه لا بد لقوله لهبط على الله من هذا التأويل المذكور ولقوله على العرش استوى من تفويض علمه إليه تعالى والإمساك عن تأويله
(١٣٣)