فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا لكي يتبعه فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقعده فقال لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قمت ثلاثا لكي تتبعني فلم تفعل فقال يا رسول لو اتخذت حجابا فان نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين اناه الآية) فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأخبره بذلك قال واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر في الأسارى فقال أبو بكر يا رسول الله استحيى قومك وخذ منهم الفداء فاستعن به وقال عمر اقتلهم فقال لو اجتمعتما ما عصيناكما فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أبى بكر فأنزل الله عز وجل (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) قال ونزلت (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين).
إلى آخر الآية فقال عمر تبارك الله أحسن الخالقين فأنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين). رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال لو اجتمعتما ما عصيتكما، وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين، وبقية رجاله ثقات. وعن عمار ابن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمار اتاني جبريل آنفا فقلت يا جبريل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء فقال يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر مثل ما لبث نوح في قومه الف سنة الا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر لحسنة من حسنات أبى بكر. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوليد بن الفضل العنزي وهو ضعيف جدا.
(باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كان بعدي نبي) عن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بعدي نبي لكان عمر. رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان الله باعثا رسولا بعدي لبعث عمر بن الخطاب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف.