صلى الله عليه وسلم فقدم علينا وقمه يقاتلونه وقد خشينا ان يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة فقلت ما يقولون فيه قال يقولون ساحر مجنون كاهن فقلت هذه الامارة دلوني على صاحبكم فجئته فقلت تحملني إلى المدينة فقال ما تعطيني فقلت ما أجد شيئا أعطيك غير أنى عبد لك فحملني فلما قدمت جعلني في نخلة فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تستقى فكلمتها ففقهت كلامي فقلت لها أين هذا الرجل الذي خرج دليني عليه قالت سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال ما هذا أصدقة أم هدية فأشرت أنه صدقة فقال انطلق إلى هؤلاء وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت هذه الامارة فلما كان الغد جئت بتمر فقال ما هذا فقلت هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأرى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله وألتزمه فقال ما شأنك فسألني فأخبرته فقال اشترطت لهم انا عبد فاشتر نفسك منهم فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم على أن يحيى لهم ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهب ثم هو حر قال النبي صلى الله عليه وسلم اغرس فغرس ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم لا ترفعه حتى يرتفع فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها ففعل فنيت النخل أسرع النبات فقال سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد ان لهذا العبد لشأنا فاجتمع الناس عليه وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن سلامة العجلي قال جاء ابن أخت لي من البادية يقال له قدامة فقال لي ابن أختي أحب أن ألقى سلمان فأسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا فوجدناه على سرير يسقي حوضا فسلمنا على فقال يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قدم من البادية فأحب أن يسلم عليك فقال وعليه السلام ورحمة الله قلت يزعم أنه يحبك قال أحبه الله قال فتحدثنا وقلنا له يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت قال اما أصلى وممن انا فانا من رامهرمز كنا قوما مجوسا فأتى رجل نصراني من أهل الجزيرة وكان يمر بنا فينزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب الفارسية وكان لا يزال غلام معي في الكتاب
(٣٤٠)