عن أبيه قال إن هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك والوليد فطاف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به اهل الشام فبينا هو كذلك إذ اقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركب عنز فجعل يطوف بالبيت.
فإذا بلغ موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه هيبة له واجلالا فغاظ ذلك هشاما فقال له رجل من اهل الشام من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة وأفرجوا له عن الحجر فقال هشام لا اعرفه لئلا يرغب فيه اهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا لكني اعرفه فقال الشامي من هذا يا أبا فراس فقال هذا الذي الخ فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليهما السلام فبعث اليه باثني عشر الف درهم وقال اعذرنا يا با فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به فردها وقال يا بن رسول الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله ولرسوله وما كنت لأزرأ عليه شيئا فردها عليه وقال عليه السلام بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك فقبلها الخبر.
4946 (26) ك 231 - الشيخ المفيد في أماليه عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي عن النعمان بن أحمد القاضي الواسطي عن إبراهيم بن عرفة النحوي عن أحمد بن رشيد بن خثيم الهلالي عن عمه سعيد بن خثيم عن مسلم الغلابي قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أنه شكا الجدب وقلة المطر وأنشد أبياتا فاستسقى (فاستقى - خ ل) رسول الله صلى الله عليه وآله فما رد يده إلى نحره حتى أحدق السحاب بالمدينة كالإكليل فمطروا ثم انجاب السحاب فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه من ينشدها فانشد ابن الخطاب بيتا فقال صلى الله عليه وآله هذا من قول حسان فقام علي بن أبي طالب عليه السلام وقال كأنك أردت يا رسول الله.
وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل وذكر أبياتا بعدها فقال صلى الله عليه وآله أجل فقام رجل من كنانة فقال لك