واتبعت الرسول وتلوت الكتاب حق تلاوته وبلغت عن الله عز وجل ووفيت بعهد الله وتممت - 1 - كلمات الله وجاهدت في الله حق جهاده ونصحت لله ولرسوله وجدت بنفسك صابرا ومجاهدا عن دين الله مؤمنا برسول الله طالبا ما عند الله راغبا فيما وعدا الله ومضيت للذي كنت عليه شاهدا وشهيدا ومشهودا فجزاك الله عن رسوله وعن الاسلام وأهله من صديق أفضل الجزاء كنت أول القوم اسلاما وأخلصهم ايمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسوله وأفضلهم مناقب وأكثرهم سوابق وأرفعهم درجة وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه وقويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله كنت خليفته حقا لم تنازع برغم - 2 - المنافقين وغيظ الكافرين وكره الحاسدين وضغن الفاسقين - 3 - فقمت بالأمر حين فشلوا ونطقت حين تتعتعوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا فمن اتبعك فقد هدي كنت أقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأكبرهم - 4 - رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعناهم بالأمور كنت للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس وآخرا (أخيرا - خ) حين فشلوا كنت للمؤمنين ابا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وشمرت إذا أجبنوا (اجبتوا - خ ل) وشهدت إذ جمعوا وعلوت إذ هلعوا وصبرت إذا جزعوا كنت على الكافرين عذابا صبا (وللمؤمنين غيثا - خ) وخصبا لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك ولم تهن كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف وكنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ضعيفا في بدنك قويا في امر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله عز وجل كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لاحد فيك مطمع ولا لاحد عندك هوادة الضعيف الذليل
(٣٤٢)