طنينا أشد مما تقدم ثم صاح الغلام صيحة فقمنا فأشرفنا عليه وقلنا للذين كانوا معه سلوه ماله فلم يجبهم وهو يستغيث فشدوه وأخرجوه بالحبل فإذا على يده من أطراف أصابعه إلى مرفقه دم وهو يستغيث لا يكلمنا ولا يحسن جوابا فحملنا على البغل ورجعنا طائرين ولم يزل لحم الغلام ينتشر من عضده وجنبه وسائر شقه الأيمن حتى انتهينا إلى عمي فقال أيش ورائكم فقلنا ما ترى وحدثناه بالصورة فالتفت إلى القبلة وتاب مما هو عليه ورجع عن المذهب وتولى وتبرئ وركب بعد ذلك في الليل إلى علي بن مصعب بن جابر فسأله ان يعمل على القبر صندوقا ولم يخبره بشئ ووجه بمن طم الموضع وعمر الصندوق عليه ومات الغلام الأسود من وقته وقال أبو الحسن بن الحجاج ان بناء هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيف وذلك قبل أن يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد.
4508 (32) ك 197 - نصر بن مزاحم في كتاب الصفين عن عمر بن سعد عن سعد بن طريف عن اصبغ بن نباتة قال مرت جنازة على علي عليه السلام وهو بالنخيلة فقال ما يقول الناس في هذا القبر وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله فقال الحسن بن علي عليهما السلام يقولون هذا قبر هود النبي عليه السلام لما ان عصاه قومه جاء فمات ها هنا قال عليه السلام كذبوا لأني اعلم به منهم هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب ثم قال ها هنا أحد من مهرة قال فاتى بشيخ كبير فقال أين منزلك قال على شاطئ البحر قال أين من الجبل الأحمر قال قريبا منه قال فما يقول قومك قال يقولون قبر ساحر قال كذبوا ذاك قبر هود وهذا قبر يهودا بن يعقوب يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس والقمر يدخلون الجنة بغير حساب.
وتقدم. في رواية المفضل (12) من باب (22) استحباب زيارة علي عليه السلام قوله عليه السلام إذا زرت أمير المؤمنين عليه السلام فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليهم السلام (إلى أن قال عليه السلام) فاخذ نوح التابوت (اي تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام) فدفنه في الغري.