عن عبد الله بن مسعود قال صلى رسول الله (ص) ليلة صلاة العشاء فقام رجل من بين الصف فقال يا معاشر المهاجرين والأنصار انا رجل غريب فقير وأسألكم في مسجد رسول الله (ص) فأطعموني فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ايها الحبيب لا تذكر الغربة فقد قطعت نياط قلبي اما الغرباء فأربعة قالوا يا رسول الله من هم قال مسجد ظهراني قوم لا يصلون فيه وقرآن في أيدي قوم لا يقرأون فيه وعالم بين قوم لا يعرفون حاله ولا يتفقدونه وأسير في بلاد الروم بين الكفار لا يعرفون الله ثم قال من الذي يكفي مؤنة هذا الرجل فيبوئه الله في الفردوس الأعلى فقام أمير المؤمنين عليه السلام واخذ بيد السائل واتى به إلى حجرة فاطمة عليها السلام فقال يا بنت رسول الله (ص) انظري في امر هذا الضيف فقالت فاطمة عليها السلام يا بن العم لم يكن في البيت الا قليل من البر صنعت به طعاما والأطفال محتاجون اليه وأنت صائم والطعام قليل لا يغني غير واحد فقال احضريه فذهبت وأتت بالطعام ووضعته فنظر اليه أمير المؤمنين عليه السلام فرآه قليلا فقال في نفسه لا ينبغي ان آكل من هذا الطعام فان اكلته لا يكفي الضيف فمد يده إلى السراج يريد أن يصلحه فأطفأه وقال لسيدة النساء (ع) تعللي في ايقاده حتى يحسن الضيف اكله ثم ايتيني به وكان أمير المؤمنين عليه السلام يحرك فمه المبارك يرى الضيف انه يأكل ولا يأكل إلى أن فرغ الضيف من اكله واشبع وأتت خير النساء (ع) بالسراج ووضعته وكان الطعام بحاله فقال أمير المؤمنين عليه السلام لضيفه لم ما أكلت الطعام فقال يا أبا الحسن أكلت الطعام وشبعت ولكن الله تعالى بارك فيه ثم اكل من الطعام أمير المؤمنين عليه السلام وسيدة النساء والحسنان (ع) وأعطوا منه جيرانهم وذلك مما بارك الله تعالى فيه فلما أصبح أمير المؤمنين عليه السلام أتى إلى مسجد رسول الله (ص) فقال (ص) يا علي كيف كنت مع الضيف فقال بحمد الله يا رسول الله بخير فقال إن الله تعالى تعجب مما فعلت البارحة من اطفاء السراج والامتناع من الأكل للضيف فقال من أخبرك بهذا فقال جبرئيل عليه السلام واتى بهذه الآية في شأنك ويؤثرون على أنفسهم الآية.
1073 (21) تفسير القمي 77 - وقوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه