ثم بين سبحانه لمن هذه الصدقات فقال انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فاعلمنا سبحانه ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يضع شيئا من الفرائض الا في مواضعها بأمر الله عز وجل ومقتضى الصلاح في الكثرة والقلة.
508 (3) يب 362 - ذكر علي بن إبراهيم بن هاشم في كتاب التفسير تفصيل هذه الثمانية الأصناف فقال فسر العالم - 1 - عليه السلام فقال الفقراء هم الذين لا يسألون لقول الله عز وجل في سورة البقرة (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا والمساكين هم اهل الديانات - 2 - قد دخل فيهم الرجال والنساء والصبيان والعاملين عليها هم السعاة والجباة في أخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها والمؤلفة قلوبهم قال هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من دون الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويعلمهم ويعرفهم كيما - 3 - يعرفوا فجعل لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا ويرعوا - 4 - وفي الرقاب قوم لزمتهم كفارات في قتل الخطاء وفي الظهار وفي الايمان وفي قتل الصيد في الحرم وليس عندهم ما يكفرون وهم مؤمنون فجعل الله لهم سهما في الصدقات ليكفر عنهم والغارمين قوم قد وقعت عليهم ديون (ديوان - خ ل) أنفقوها في طاعة الله من - 5 - غير إسراف فيجب على الامام ان يقضي عنهم ويفكهم - 6 - من مال الصدقات وفي سبيل الله قوم يخرجون إلى - 7 - الجهاد وليس عندهم ما يتقون - 8 - به أو قوم من المؤمنين ليس عندهم ما يحجون به أو في جميع سبل - 9 - الخير فعلى الامام ان يعطيهم من مال الصدقات حتى يقووا على الحج والجهاد - وابن السبيل - أبناء الطريق الذين يكونون في الاسفار في طاعة الله فيقطع - 10 - عليهم ويذهب مالهم فعلى الامام ان يردهم إلى أوطانهم من مال الصدقات (وذكر نحوه علي بن إبراهيم في تفسيره ص 264).