فيما يضره من أكثر هجر ومن تفكر أبصر وأحسن المماليك الأدب وأقلل الغضب ولا تكثر العتب في غير ذنب فإذا استحق أحد منك ذنبا فإن العفو مع العدل أشد من الضرب لمن كان له عقل ولا تمسك من لا عقل له وخف القصاص واجعل لكل امرئ منهم عملا يأخذ منه فإنه أحرى أن لا يتواكلوا وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه تصير وإنك بهم تصول وبهم تطول اللذة عند الشدة وأكرم كريمهم وعد سقيمهم واشكرهم في أمورهم وتيسر عند معسورهم واستعن بالله على أمورك فإنه أكفى معين واستودع الله دينك ودنياك واسأله خير القضاء في الدنيا والآخرة.
الفصل الخامس والخمسون والمائة: واعلم يا ولدي محمد كمل الله جل جلاله هدايتك وفضل ولايتك أنني رويت من طرق كثيرة واضحات قد ذكرت بعضها في الجزء الأول من كتاب (المهمات والتتمات) جميع ما صنفه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ورواه رضي الله عنه وأرضاه في هذا الكتاب الرسائل رسالة أخرى من أبيك علي عليه السلام إلى شيعته وإلى من يعز عليه في ذكر المتقدمين في الخلاف عليه وهي في معنى رسالة إليك كما أن رسالته إلى أبيك الحسن عليه السلام كأنها منهما إليك فانظر بعين المنة عليك قال محمد بن يعقوب في كتاب الرسائل عن علي بن إبراهيم بإسناده قال كتب أمير المؤمنين عليه السلام كتابا بعد منصرفه من النهروان وأمر أن يقرأ على الناس وذلك أن الناس سألوه عن أبي بكر وعمر وعثمان فغضب عليه السلام وقال قد تفر غنم للسؤال عما لا يعنيكم وهذه مصر قد انفتحت وقتل معاوية ابن خديج