ألقي في روعي ولا عرض في رأيي، أن وجه الناس إلى غيري فلما أبطأ عني بالولاية لهممهم وتثبيط الأنصار وهم أنصار الله وكتيبة الاسلام قالوا ما إذا لم تسلموها لعلط فصاحبنا أحق لها من غيره فوالله ما أدري إلى من أشكو إما أن يكون الأنصار ظلمت حقها، وإما أن يكونوا ظلموني حقي بل حقي المأخوذ وأنا المظلوم، فقال قائل قريش إن نبي الله صلى الله عليه وآله قال الأئمة من قريش فدفعوا الأنصار عن دعوتها ومنعوني حقي منها فأتاني رهط يعرضون علي النصر منهم أبناء سعيد والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي والزبير بن العوام والبراء بن عازب فقلت لهم إن عندي من نبي الله صلى الله عليه وآله إلي وصية لست أخالفه عما أمرني به فوالله لو خرموني بأنفي لأقررت لله تعالى سمعا وطاعة، فلما رأيت الناس قد انثالوا على أبي بكر للبيعة أمسكت يدي وظننت أني أولى وأحق بمقام رسول الله صلى الله عليه منه ومن غيره وقد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش وجعلهما في جيشه وما زال النبي (ص) إلى أن فاضت نفسه يقول أنفذوا جيش أسامة أنفذوا جيش أسامة فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى (أذرعات) فلقي جيشا من الروم فهزموهم وغنمهم الله أموالهم، فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت من الاسلام تدعوا إلى محو دين محمد وملة إبراهيم (ع) خشيت إن أنا لم أنصر الاسلام وأهله أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم تزول وتتقشع كما يزول ويتقشع السحاب فنهضت مع القوم في تلك
(١٧٦)