البذل ولا على التقصير أقوى منك على الفضل ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك وإنما يسعى في مضرته ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوءه والرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك.
واعلم: يا بني أن الدهر ذو صروف فلا تكن ممن يشتد لائمته ويقل عند الناس عذره ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغناء إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك فأنفق في حق ولا تكن خازنا لغيرك وإن كنت جازما على ما يفلت من بين يديك فاجزع على ما يصل إليك واستدلل على ما لم يكن بما كان فإنما الأمور أشباه ولا يكفر ذا نعما فإن كفر النعمة من ألأم الكفر واقبل العذر ولا تكونن ممن لا ينتفع من العظة إلا بما لزمه إزالته فإن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب، اعرف الحق لمن عونه لك رفيعا كان أو وضيعا واطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين من ترك القصد حاد ونعم حظ المرء القنوع ومن شر ما صحب المرء الحسد وفي القنوط التفريط والشح يجلب الملامة والصاحب مناسب والصديق من صدق غيبه والهوى شريك العمى ومن التوفيق الوقوف عند الحيرة ونعم طارد الهموم اليقين وعاقبة الكذب الندم وفي الصدق السلامة ورب بعيد أقرب من قريب والغريب من لم يكن له حبيب لا يعدمك من شفيق سوء الظن ومن حم ظماء ومن تعدى الحق ضاق مذهبه ومن اقتصر على قدره كان أبقى له نعم الخلق التكرم وألأم اللوم البغي عند القدرة وليحاسب إلى كل جميل وأوثق العرى التقوى وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين