عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار وكن عن الدنيا على قلعة أجمل من أذل عليك واقبل عذر من اعتذر إليك وخذ العفو من الناس ولا تبلغ من أحد مكروها وأطع أخاك وإن عصاك وصله وإن جفاك وعود نفسك للسماح وتخير لها من كل خلق أحسنه فإن الخير العادة وإياك أن تكثر من الكلام هذرا وأن تكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك وانصف من نفسك وإياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى الافن وعزمهن إلى الوهن واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب وليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل ولا تملك المرأة من الامر ما جاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تعد بكرامتها نفسها ولا تعاطيها أن يشفع لغيرها فيميل من شفعت له عليك معها ولا تطل الخلوة مع النساء فيمللنك وتمللهن واستبق من نفسك بقية فإن إمساكك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يعثرن منك على انكسار وإياك والتغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن احكم أمرهن فإن رأيت عيبا فعجل النكير على الكبير والصغير وإياك أن تعاتب فيعظم الذنب ويهون العتب ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا وما خير تجبر لا ينال إلا بشر ويسر لا ينال إلا بعسر وإياك أن توجف بك مطايا الطمع وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك وإن اليسير من
(١٧١)