الدنيا لأهل الآخرة ونفورهم عن أنبيائهم والناصحين لهم ورضاهم بالمهلكات وما أحتاج أن أحيلك على ما سلف من الأوقات فإنك إن اعتبرت حال أهل زمانك وجدت بينهم من الحسد والعداوة ما قد أعمى العيون من الحاسدين على الصواب ورضوا بمعاداة سلطان الحساب وفوات دار الثواب.
الفصل التاسع والستون: وليس بغريب يا ولدي محمد عمي من عمي عن نص الله جل جلاله على أبيك علي بن أبي طالب عليه السلام بالإمامة وقد عمي كثير منهم من نص الله جل جلاله على وجود ذاته المقدسة الإلهية بوجود آثاره ودلائله الباهرة في جميع البرية.
الفصل السبعون: وليس بغريب يا ولدي محمد أن يقع من أكثر أصحاب جدك محمد صلوات الله عليه وآله مخالفة له في نصه على أبيك علي صلوات الله عليه بعد وفاته وقد خالفوه في أمور كثيرة في حياته وعند مماته وقد كان في وقت الحياة يرجى ويخاف فالوحي ينزل إليه بأسرارهم ولما مات انقطع الرجا والخوف وانسد باب الوحي واستمروا في طلب شهواتهم وفساد اختياراتهم أما علمت أنهم فارقوه في حنين، وفي أحد، وعند الحاجة إليهم وخذلوه في خيبر، وفارقوه وهو يتلو كلام الله جل جلاله ومواعظه عليهم وبادروا إلى نظر تجارة انفضوا إليها وطلب الله جل جلاله عند مناجاته صدقة يسيرة فتركوا مناجاته حتى عاتبهم الله تعالى عليها وسيأتي تفصيل هذه المقامات في جملة مناظرة لنا مع فقيه من أهل المخالفات في بعض هذه الرسالة وانتفع الفقيه ورجع عن الضلالة.