أخوه الحسين عليه السلام بنصرهم وإجابة سؤالهم وترك المصالحة ليزيد المارق كانوا بين قاتل وخاذل حتى ما عرفنا أنهم غضبوا في أيام يزيد لذلك القتل الشنيع ولا خرجوا عليه ولا عزلوه عن ولايته وغضبوا لعبد الله بن الزبير وساعدوه على ضلالته وافتضحوا بهذه المناقصة الهائلة وظهر سوء اختياراتهم النازلة فهل يستبعد من هؤلاء ضلال عن الصراط المستقيم وقد بلغوا إلى هذا الحال السقيم العظيم الذميم.
الفصل السادس والستون: اعلم يا ولدي محمد أسعدك الله جل جلاله بسعادة خاصته وأيدك بكامل عنايته أنني حادثت يوما بعض أهل الخلاف وكان يرجى منه حصول الانصاف وقلت له أنت تعرف أبا بكر لما حضر في سقيفة بني ساعدة وعمر عن يمينه وأبو عبيدة عن يساره قد اخترت لكم أحد هذين الرجلين يريد أنهما أحق بالخلافة منه ومن سواه فإن كان هذا الاختيار منه لهما عن حقيقة وموافقا لطاعة الله ورضاه فتقديم نفسه بالخلافة عليهما بعد هذا المقال خيانة للأمة وخلاف ما كان قد نص عليهما في أنهما أقوم بتلك الأثقال وإن كان هذا الاختيار منه لهما عن حيلة تشاوروا فيها بأن يقول هو هذا ويقولان هما إنا نريدك أو قال هذا وهو يعلم أنه أقوم بأمر الخلافة وأصلح للأمة فقد غش المسلمين وخان رب العالمين وسيد المرسلين في تعيينه على عمر وأبا عبيدة بالخلافة فعرف المخالف الحق وعلم أن أمورهم كانت مغالبة وحيلة على الملك من غير مراقبة الله تعالى ولا مخافته منه جل جلاله.
الفصل السابع والستون: يا ولدي محمد خلفني الله جل جلاله فيك