أحسن الخلافة وكمل لك تحف العناية والرأفة، أنني ذاكرت بعض من يعرف ما جرى يوم السقيفة من التهون بالدين والمنافسة من أولئك الأنصار لمن غالبوه ونافسوه من المهاجرين فقلت إن كان اجتماع من اجتمع في السقيفة من الأنصار له أثر في الاستقامة والإمامة فقد اتفقوا قبل حضور أبي بكر وعمر عندهم على أن الإمامة فيهم وأن المهاجرين لا إمامة لهم بتعيينهم على سعد ابن عبادة فإن كان اجماعهم الأول يحتمل الغلط والخطأ بل كان عندهم غلطا وخطأ لتقديمهم على قريش فكذا كان عقد من عقد منهم الخلافة لأبي بكر يحتمل الغلط والخطأ بل قد كان غلطا وخطأ لما جرى من سوء عاقبته واختلاف المسلمين وإطباق أهل البيت على غلط ذلك العقد ومضرته ولو لم يكن من دلائل غلطهم إلا سبقهم لشيوخ آل أبي طالب وآل عباس وبني هاشم وأعيان المهاجرين والزهاد من الناس إلى الاختيار لرجل يقدمونه عليهم من غير مشاورة لهم ولا طلب حضورهم ولا مراسلة إليهم ومن عجائب ذلك الاجتماع أن أبا بكر لما غلب الأنصار بقوله إن الأئمة من قريش فقد صار الحديث حجة في الإمامة مع قريش كلها على قوله فهلا رجعوا من السقيفة إلى قريش فشاوروها في الأمة وحيث قد شهدوا أن قد تعينت الإمامة لهم فكيف تقدم أبو بكر عليهم قبل مشاورتهم لهم.
الفصل الثامن والستون: وليس بغريب يا ولدي محمد اجتماع الحساد والأضداد على خلاف الصلاح والسداد وهذه حال قد جرت لها العادات قد حسد إبليس لعنه الله لآدم عليه السلام وحسد قابيل لهابيل وحسد أهل