عليها ولزوم ما يراد منه بها ولها ولقد كان ينبغي يا ولدي محمد إذا أراد العالم بالله جل جلاله وبرسوله صلوات الله عليه وآله وبالأئمة عليهم السلام من عترته وبشريعته أن يعرف المبتدي ممن ولد على فطرة الاسلام ما يقوى عنده ما في فطرته ويوثقه من كرم الله جل جلاله ورحمته وتعلق أمله بفضله ويدخله تحت ظله ويقول له قد عرفت محققا قبل بلوغك وبعد بلوغك أنك عالم ببديهيات وعالم بكليات وجزئيات ما سعيت في تحصيلها ولا عرفت كيف كان تدبير الله جل جلاله في وصولها إلى عقلك وقلبك وحلولها ولا ساعة ورودها على سرائرك ولا بأي الطريق سلك الله جل جلاله بها إلى ضمائرك فكن واثقا بذلك الواهب وعلق به آمالك وسؤالك به في طلب المواهب وقل له يا من أنعم علي بنور العقل قبل سؤاله وابتدأني بنواله وإفضاله هب لي مع السؤال والوفادة بالآمال ما يزيد مني معرفتك ولزوم حرمتك وشرفني بمراقبتك وعرفني أن ذلك صادر عن ابتدائك لي برحمتك ونعمتك حتى أنهض بك إليك وأقف بك بين يديك وأقبل بك عليك وأقدم بك إليك.
الفصل الخامس والعشرون: واعلم يا ولدي محمد بصرك الله جل جلاله بمراده منك ونصرك بكف أيدي الحساد والأعداء عنك أن لسان حال من ترحم بالانشاء ووهب العقول بما فيها من الضياء ونصب من عصمه من الادلاء يقتضي أنه يغضب على من ابتدأ عبيده بقطع رجائهم منه وشغلهم بما يشغلهم عنه وصرف خاطرهم عن مقدس أبوابه إلى تعلق اجتهادهم بما خلقهم منه من ترابه وكم عسى أن يبلغها اجتهاد من خلق من التراب وما الذي يحمل