عليهم بالطاعة لهم فوصفهم في كتابه فقال جل وعز (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم وهم الشهداء على الناس) والنبيون شهداء لهم لأخذه لهم مواثيق العباد بالطاعة وذلك قوله (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) وكذلك أوحى الله إلى آدم أن يا آدم قد انقضت مدتك وقضيت نبوتك واستكملت أيامك وحضر أجلك فخذ النبوة وميراث النبوة واسم الله الأكبر فادفعه إلى ابنك هبة الله فإني لم أدع الأرض بغير علم يعرف. فلم يزل الأنبياء والأوصياء يتوارثون ذلك حتى انتهى الامر إلي وأنا أدفع ذلك إلى علي وصيي وهو مني بمنزلة هارون من موسى وإن عليا يورث ولده حيهم عن ميتهم فمن سره أن يدخل جنة ربه فليتول عليا والأوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فإنهم الهداة بعدي أعطاهم الله فهمي وعلمي فهم عترتي من لحمي ودمي أشكوا إلى الله عدوهم والمنكر لهم فضلهم والقاطع عنهم صلتي فنحن أهل بيت شجرة النبوة ومعدن الرحمة ومختلف الملائكة وموضع الرسالة فمثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له فأيما راية خرجت ليست من أهل بيتي فهي دجالة إن الله اختار لدينه أقواما انتجبهم للقيام عليه والنصر له طهرهم بكلمة الاسلام وأوحى إليهم مفترض القرآن والعمل بطاعته في مشارق الأرض ومغاربها إن الله خصكم بالاسلام واستخلصكم له وذلك لأنه أمنع سلامة. وأجمع كرامة اصطفى الله منهجه ووصفه ووصف أخلاقه ووصل
(١٩١)