عدوكم فقد أبدت الدعوة عن الصريح وأضاء الصبح لذي عينين. فانتبهوا إنما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء وأهل الجفاء ومن أسلم كرها وكان لرسول الله أنفا وللاسلام كله حربا أعداء السنة والقرآن وأهل البدع والاحداث ومن كانت نكايته تتقى وكان على الاسلام وأهله مخوفا وأكلة الرشا وعبيد الدنيا ولقد أنهي إلي أن ابن النابغة لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه آتية وهي أعظم مما في يديه من سلطانه فصغرت يد هذا البائع دينه بالدنيا. وخزيت أمانة هذا المشتري بنصرة فاسق غادر بأموال المسلمين وأي سهم لهذا المشتري بنصرة فاسق غادر وقد شرب الخمر وضرب حدا في الاسلام وكلكم يعرفه بالفساد في الدين وإن منهم من لم يدخل في الاسلام وأهله حتى رضخ عليه رضيخة فهؤلاء قادة القوم ومن تركت لكم ذكر مساويه أكثر وأنور. وأنتم تعرفونهم بأعيانهم وأسمائهم كانوا على الاسلام ضدا ولنبي صلى الله عليه وآله حربا وللشيطان حزبا لم يتقدم إيمانهم ولم يحدث نفاقهم وهؤلاء الذين لو ولوا عليكم لأظهروا فيكم الفخر والتكبر والتسلط بالجبرية والفساد في الأرض وأنتم على ما كان منكم من تواكل وتخاذل خير منهم وأهدى سبيلا. منكم الفقهاء والعلماء والفهماء وحملة الكتاب والمتهجدون بالاسحار ألا تسخطون وتنقمون أن ينازعكم الولاية السفهاء البطاة عن الاسلام الجفاة فيه. اسمعوا قولي يهديكم الله إذا قلت. وأطيعوا أمري إذا أمرت فوالله لئن أطعتموني لا تغووا. وإن عصيتموني لا ترشدوا قال الله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف
(١٨٧)