العهد وامكثوا في طلب الفضل فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الآخرة وعد صادق يقضي فيها ملك قادر ألا وإن الامر كما وقع لسبع بقين من صفر تسير فيها الجنود يهلك فيها البطل الجحود خيولها عراب وفرسانها أحزاب ونحن بذلك واثقون ولما ذكرنا منتظرون انتظار المجدب المطر لينبت العشب ويجنى الثمر، دعاني إلى الكتاب إليكم استنقاذكم من العمى، وإرشادكم باب الهدى، فاسلكوا سبيل السلامة فإنها إجماع الكرامة اصطفى الله منهجه وبين حججه وأزف أزفة ووصفه وحده وجعله نصا كما وصفه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن العبد إذا دخل حفرته يأتيه ملكان أحدهما منكر والاخر نكير فأول ما يسئلانه عن ربه وعن نبيه وعن وليه فإن أجاب نجى وإن تحير عذباه فقال قائل فما حال من عرف ربه وعرف نبيه ولم يعرف وليه فقال ذلك مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء قيل فمن الولي يا رسول الله فقال وليكم في هذا الزمان أنا ومن بعدي وصيي ومن بعد وصيي لكل زمان حجج الله كيما لا تقولون كما قال الضلال من قبلكم فارقهم نبيهم (ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى) وإنما كان تمام ضلالهم جهالتهم بالآيات وفهم الأوصياء فأجابهم الله: قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وإنما كان تربصهم أن قالوا نحن في وسعة عن معرفة الأوصياء حتى يعلن الامام علمه فالأوصياء قوام عليكم بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه لأنهم عرفاء العباد عرفهم الله إياهم عند أخذ المواثيق
(١٩٠)