وقادهما عبيد الله بن عامر إلى البصرة وضمن لهما الأموال والرجال فبينا هما يقودانها إذ هي تقودهما فاتخذاها فئة يقاتلان دونها فأي خطيئة أعظم مما أتيا إخراجهما زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله من بيتها فكشفا عنها حجابا ستره الله عليها وصانا حلايلهما في بيوتهما ولا أنصفا الله ولا رسوله من أنفسهما، ثلاث خصال مرجعها على الناس قال الله تعالى (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) وقال (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) وقال (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) فقد بغيا علي ونكثا بيعتي ومكراني فمنيت بأطوع الناس في الناس عايشة بنت أبي بكر وبأشجع الناس الزبير وبأخصم الناس طلحة وأعانهم علي يعلى بن منبه بأصواع الدنانير والله لئن استقام أمري لأجعلن ماله فيئا للمسلمين. ثم أتوا البصرة وأهلها مجتمعون على بيعتي وطاعتي وبها شيعتي خزان بيت مال الله ومال المسلمين فدعوا الناس إلى معصيتي وإلى نقض بيعتي وطاعتي فمن أطاعهم أكفروه ومن عصاهم قتلوه فناجزهم حكيم بن جبلة فقتلوه في سبعين رجلا من عباد أهل البصرة ومخبيتهم يسمون المثفنين كأن راح أكفهم ثفنات الإبل وأبى أن يبايعهم يزيد بن الحارث اليشكري فقال اتقيا الله إن أولكم قادنا إلى الجنة فلا يقودنا آخركم إلى النار فلا تكلفونا أن نصدق المدعي ونقضي على الغائب أما يميني فشغلها علي بن أبي طالب (ع) ببيعتي إياه وهذه شمالي فارغة فخذاها إن شئتما فخنق حتى مات رحمه الله وقام عبد الله بن حكيم التميمي فقال يا طلحة من يعرف هذا الكتاب قال نعم هذا كتابي إليك قال هل تدري ما فيه قال أقرأه علي فإذا فيه عيب عثمان دعاؤه
(١٨٢)