مشهد منها بعياله على ما أمكنني الله جل جلاله من إفضاله ليكون ذلك وسيلة إلى أن يسكنونا في جوارهم في دار قرارهم ويشملونا بمبارهم ويشركونا في مسارهم إنشاء الله تعالى.
الفصل الخامس والثلاثون والمائة: واعلم يا ولدي محمد حفظ الله جل جلاله فيك عنايته بآبائك الطاهرين وسلفك الصالحين وسلك بهم كامل سبيلهم القوي المكين أن أصل ما أنت فيه أن تكون ذاكرا أنك بين يدي الله جل جلاله وأنه مطلع عليك، وأنك كلما تتقلب فيه من إحسانه إليك وأنه صحبك من ابتداء إنشائك من التراب وتنقلك من الاباء والأمهات كما شرحنا فيما فات أحسن الصحبة بالعنايات وصحبك في وقت وجودك بما نبهناك به عليه من السعادات وأنت محتاج إلى جميل صحبته ورحمته مع دوام بقائه بعد الممات ومن ذا يحميك منه إن أعرض عنك أو أعرضت عنه، ومن الذي يحفظ عليك إذا ضيعت نفسك وكل ما في يدك ومن الذي إذا أخرجته من قلبك تتعوض به عن ربك جل جلاله فأريد من رحمته أن يملأ قلبك من معرفته وهيبته ورحمته ويستعمل عقلك وجوارحك في خدمته وطاعته حتى يكون إن جلست فتكون ذاكرا أنك بين يديه وإن قمت تكون ذاكرا أن قوة قدرتك على المشي منه وتتأدب في المشي تأدب الماشي بحضرة ملك الملوك إليه الذي لا غناء عنه.
الفصل السادس والثلاثون والمائة: واعلم أن جوارحك بضايع معك لله جل جلاله وأمانات جعلك تاجرا فيها لنفسك ولآخرتك فمتى صرفتها في