وصفتموهم بالاستغناء عن بعثة النبي صلى الله عليه وآله وعن تنزيل الكتاب وإذا كانوا يعرفون كما زعمتم من الحكم ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله - صلى الله عليه وآله - فلا 1] حاجة بهم إليه وأنزل الكتاب وهم مستغنون عنه، وذلك أن الكتاب والسنة يدلان 2 على ما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم فإن 3 كان هؤلاء يحسنون ما ليس في الكتاب والسنة 4 مما بالناس إلى الحاجة فما حاجتهم إلى الكتاب والسنة؟! فلئن 5 كانت الأحكام من الدين لقد أكملها الله تعالى بقوله: اليوم أكملت لكم دينكم 6 ولئن لم تكن من الدين فما بالعباد إليها من حاجة فقد لزمكم 7 إن كانت الأحكام [عندكم 8] [من الدين 9] أن تقولوا: إن الله تعبد خلقه [من الدين 10] بما ليس في الكتاب ولا في السنة وكفى بهذا 11 شنعة ".
ولقد أوجبتم في قولكم على الله تعالى إنه كان يأمر بالصغير من الأمور 12 ويتوكد به ويكون القول 13 فيه تأكيدا " وتشديدا " ويهمل الكبير العظيم الخطير 14 في الدين و ذلك أنه يقول جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب