[1 ورويتم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش 2 قال: كنا أربع 3 إخوة] [وكان الربيع أخونا أصومنا في اليوم 4 الحار وأطولنا صلاة " 5 فخرجت فقيل لي: إنه قد مات، فاسترجعت 6 ثم رجعت حتى دخلت عليه
١ - فليعلم أن هذه العبارة التي بين المعقفتين أعني: " ورويتم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال: كنا أربع إخوة " من إضافاتنا على الكتاب وذلك لما ستعلم أن هذا صدر الحديث المنقول في المتن بشهادة الكتب التي روى فيها الحديث.
٢ - قال الجوهري في الصحاح في فصل الحاء المهملة من باب الشين: " والحرش الأثر والجمع الحراش ومنه ربعي بن حراش ولا تقل خراش (أي بالخاء المعجمة) " وقال الفيروزآبادي في القاموس: " والحرش الأثر والجماعة ج حراش وربعي والربيع ومسعود بنو حراش ككتاب تابعيون " وقال ابن حجر في التقريب: " ربعي بن حراش بكسر المهملة وآخره معجمة أبو مريم العبسي الكوفي ثقة عابد مخضرم من الثانية مات سنة مائة وقيل: غير ذلك / ع (أي هو ممن أخرج حديثه في جميع الأصول الستة) ".
٣ - هذا التعبير بناء على ما في غالب الروايات وفي بعضها " ثلاث " كما يتضح لك ذلك بنقلنا هنا طرفا " منها.
٤ - ح: " في النهار ".
٥ - فليعلم أنا قد ذكرنا فيما تقدم من تعليقات الكتاب (أنظر ص ١٧٩) أن بعد قول المصنف (ره): " ورويتم أنه رأى أن يجعل الخمس الذي أمر الله به في " في نسخ ج ح س ق مج مث ضياعا " وسقطا " ولذا تركت الكتاب والمنتسخون هنا بياضا " حتى يكون أمارة لهذا السقط والضياع وعلامة لذلك التلف الموجب للأسف حتى أن بعضهم ككاتب نسخة مكتبة المشهد المقدس الرضوي التي جعلنا حرف " ق " رمزا لها صرح في هامش الورقة بهذا المطلب بهذه العبارة " قد سقط شئ هناك لم نعرف قدره " فبعد البياض في النسخ المشار إليها هذه العبارة: " وكان أصومنا في اليوم الحار وأطولنا صلاة " إلى آخر ما يأتي في المتن فما ذكرناه في خلال ذلك أي أثناء القسمتين الموجودتين من تلك النسخ فهو مأخوذ من الموارد المختلفة من هذه النسخ وقد جعلنا الملاك في التصحيح نسخة م لعدم سقوط شئ منها في هذا الموضع وفي جميع هذه الموارد قد أشرنا إلى الاختلاف فتفطن.
فينبغي أن نشير هنا إلى أمرين، أحدهما - أن ما بين المعقفتين أعني من قوله " وأصومنا في اليوم الحار وأطولنا صلاة " إلى ما يأتي بعد ذلك من قوله: " وأنتم تنحلون الشيعة ذلك جرأة على الله وقلة رعة وقلة حياء لا تبالون ما قلتم " ليس في نسخة م بل هو في نسخ ج ح س ق مج مث. وثانيهما - ينبغي أن نذكر ما يدل على أن ما أضفنا على المتن أعني " ورويتم عن إسماعيل " إلى " وكنا أربع إخوة " فهو صحيح قد ضاع وسقط من الكتاب فنقول قال الحافظ أبو نعيمأحمد بن عبد الله الأصبهاني في حلية الأولياء (ج 4 من النسخة المطبوعة بمصر سنة 1354، ص 367 - 368):
" ربعي بن خراش - قال الشيخ - رحمه الله تعالى -: ومنهم المفارق للبزة والرياش، المهاجر للوطاء والفراش، العابد العبسي ربعي بن خراش، حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا علي بن العباس البجلي، ثنا جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي حدثني أبي عن عبيدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش قال: كنا أربع إخوة وكان الربيع أخونا أكثرنا صلاة وأكثرنا صياما " في الهواجر وأنه توفي فبينا نحن حوله وقد بعثنا من يبتاع لنا كفنا إذ كشف الثوب عن وجهه فقال: السلام عليكم، فقال القوم:
وعليكم السلام يا أخا بني عبس أبعد الموت؟ قال: نعم إني لقيت ربي عز وجل بعدكم فلقيت ربا غير غضبان واستقبلني بروح وريحان وإستبرق، ألا وإن أبا القاسم - صلى الله عليه [وآله] وسلم ينتظر الصلاة علي فعجلوني ولا تؤخروني، ثم كان بمنزلة حصاة رمى بها في طست فنمى الحديث إلى عائشة - رضي الله عنها - فقالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يتكلم رجل من أمتي بعد الموت.
قال علي: وكان محمد بن عمر بن علي الأنصاري حدثنا به عن جعفر ثم سمعناه من جعفر هذا حديث مشهور رواه عن عبد الملك جماعة منهم إسماعيل بن أبي خالد وزيد بن أبي أنيسة والثوري وابن عيينة وحفص بن عمرو، والمسعودي [ولم يرفعه أحد إلا عبيدة بن حميد عن عبد الملك ورواه المسعودي نحوه (هذه الزيادة في مغ)] نحوه في الرفع.
حدثناه أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال: ثنا محمد بن يحيى بن سليمان قال: ثنا عاصم بن علي قال: ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش قال: مات أخ لي فسجيناه، فذهبت في التماس كفنه فرجعت وقد كشف الثوب عن وجهه وهو يقول: ألا إني لقيت ربي بعدكم فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان وإنه كساني ثيابا " خضرا " من سندس وإستبرق، وإن الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا، ووعدني رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يذهب حتى أدركه، قال: فما شبهت خروج نفسه إلا كحصاة ألقيت في ماء فرسبت.
فذكر ذلك لعائشة فصدقت بذلك وقالت: قد كنا نتحدث أن رجلا من هذه الأمة يتكلم بعد موته. قال: وكان أقومنا في الليلة الباردة وأصومنا في اليوم الحار.
حدثنا عثمان بن محمد العثماني، ثنا محمد بن الحسين بن مكرم: ثنا محمد بن بكار (في مغ: محمد بن بكر بن الريان، وهو خطأ) بن الريان، ثنا حفص بن عمر عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش قال: كنا إخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط منا فغبت عنه إلى السواد ثم قدمت فقالوا: أدرك أخاك فإنه في الموت، فذكر نحوه ".
وقال أيضا " الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في آخر الفصل الثاني والثلاثين من كتابه دلائل النبوة والفصل المذكور في ذكر ما جرى على يدي أصحاب النبي صلى الله عليه وآله بعده كعبور جيش سعد دجلة المدائن وكلام من تكلم بعد موته مما يدخل في هذا الباب ونص عبارته (أنظر ص 213 من الطبعة الأولى في حيدر آباد الدكن سنة 1320، أو ص 511 من الطبعة الثانية من الكتاب أيضا بحيدر آباد سنة 1369) هكذا: " قصة ربيع أخي ربعي بن حراش - حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم (فساق القصة وأسنادها فمن أرادها منه فليراجع الكتاب المذكور).
وقال ابن سعد في الطبقات في ترجمة ربعي بن حراش بعد ذكر اسمه واسم أخيه مسعود بن حراش ما نصه (ج 6 من طبعة بيروت، ص 127): " وأخوهما ربيع بن حراش الذي تكلم بعد موته ".
وقال في ترجمة الربيع ما نصه (ج 6 طبعة بيروت ص 150):
" الربيع بن حراش الذي تكلم بعد موته ومات قبل ربعي بن حراش.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير قال: أتى ربعي بن حراش فقيل له: قد مات أخوك، فذهب مستعجلا حتى جلس عند رأسه يدعو له ويستغفر له فكشف عن وجهه ثم قال: السلام عليكم، إني قدمت على ربي بعدكم فتلقيت بروح وريحان ورب غير غضبان وكساني ثياب سندس وإستبرق وإني وجدت الأمر أهون مما تظنون، ولكن لا تتكلموا احملوني فإني قد واعدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يبرح حتى ألقاه.
أخبرنا هشام بن عبد الملكأبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش أن أخاه الربيع مرض مرضا شديدا " فثقل، قال: وقمت إلى حاجة لي ثم رجعت فقلت: ما فعل أخي؟ - قالوا: قد قبض أخوك، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال: فدخلت فإذا هو قد سجى بثوب وأنيم على ظهره كما يصنع بالميت، فأمرت بحنوطه وكفنه فبينما أنا كذلك إذ قال بالثوب هكذا، فكشف عن وجهه ثم عاد كأصح ما كان وقد مرض قبل ذلك مرضا " شديدا " فقال: السلام عليكم قال: قلت: وعليك ورحمة الله. قال:
قلت: سبحان الله أبعد الموت يا أخي؟ - فقال: إني لقيت ربي بعدكم فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان وكساني أثوابا خضرا من سندس وإستبرق ووجدت الأمر أيسر مما في أنفسكم، ولا تغتروا فإني استأذنت ربي لأبشركم فاحملوني إلى رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - فإنه وعدني أن لا يسبقني حتى أدركه فوالله ما شبهت موته بعد كلامه إلا [ب] حصاة قذفتها في ماء فتغيبت ".
أقول: إلى مفاد هذه العبارات يشير كلام ابن عبد البر في الإستيعاب في آخر ترجمة زيد بن خارجة الأنصاري بعد ذكر كلامه بعد الموت ما نصه: " وقد عرض مثل قصته لأخي ربعي بن حراش أيضا " ".
وقال ابن الجوزي في صفة الصفوة (ج 3، ص 19): " أخو ربعي بن حراش ولم يسم لنا - عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال: كنا إخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط (فساق القصة إلى آخرها قريبا مما مر) " وقال الزبيدي في تاج - العروس في شرح قول الفيروزآبادي: " وربعي بالكسر بن حراش تابعي " ما نصه:
" يقال: أدرك الجاهلية وأكثر الصحابة تقدم ذكره في ح ر ش وكذا ذكر أخويه مسعود والربيع وروى مسعود عن أبي حذيفة وأخوه ربيع هو الذي تكلم بعد الموت فكان الأولى ذكره عند أخيه والتنويه بشأنه لأجل هذه النكتة وهو أولى من ذكر مربع بأنه كان منافقا، فتأمل ".
أقول: نقل أقوال علماء الرجال في هذه القضية يفضي إلى طول لا يسعه المجال فمن أرادها فيطلبها من مظانها.
6 - قال الطريحي (ره) في مجمع البحرين: " استرجعت منه الشئ إذا أخذت منه ما دفعت إليه، واسترجعت عند المصيبة قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون فقولك: إنا لله، إقرار منك بالملك، وقولك: إنا إليه راجعون، إقرار منك بالهلك، والاسترجاع أيضا " ترديد الصوت في البكاء ".