الإيضاح - الفضل بن شاذان الأزدي - الصفحة ١٦٢
وروى زياد البكائي عن هشام بن عروة عن أبيه 1 عروة بن الزبير قال: وجه أبو بكر يعلى بن منية 2 على قضاء اليمن وخراجها فالتوى عليه قوم من أهل حضرموت فبعث إليهم يعلى جيشا " فقتل وسبى منهم ثلاث مائة ونيفا " 3 رجالا " ونساء " فقدم بهم على أبي بكر فباعهم ثم قدم بعد ذلك قوم من أهل اليمن على أبي بكر فشهدوا بالله أنهم كانوا مسلمين وأن يعلى ظلمهم فأسقط في يديه 4 وشاور فيهم المسلمين فأعتقوهم وقد وطئت الفروج ومات منهن من مات مسترقا ".
وروى زياد البكائي عن صالح بن كيسان عن ابن عباس قال: إني لأطوف بالمدينة مع عمر ويده على جنحي 5 إذ زفر زفرة كادت تطير بأضلاعه فقلت: سبحان الله

١ - قال في خلاصة تذهيب الكمال: " هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو المنذر أحد الأعلام عن أبيه (الترجمة): ".
٢ - قال ابن حجر في تقريب التهذيب: " يعلى بن منية هو ابن أمية، تقدم " ويشير به إلى ما ذكره في الكتاب قبيل ذلك بقوله: " يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام التميمي حليف قريش، وهو يعلى بن منية (بضم الميم وسكون النون بعدها تحتانية مفتوحة) وهي أمه، صحابي مشهور، مات سنة بضع وأربعين ".
٣ - غير ح: " ونيف ".
٤ - قال الطريحي في مجمع البحرين: " قوله تعالى فلما سقط في أيديهم بالبناء للمفعول والظرف نائبه يقال لكل من ندم وعجز عن الشئ: قد سقط في يده وأسقط في يده لغتان، ومعنى: سقط في أيديهم ندموا على ما فاتهم، وفي الصحاح وقرأ بعضهم:
سقط بالفتح كأنه أضمر الندم ". أقول: ويشير بما نقل عن الجوهري إلى هذه العبارة " وسقط في يديه أي ندم ومنه قوله تعالى: ولما سقط في أيديهم وقال الأخفش: وقرأ بعضهم سقط كأنه أضمر الندم وجوز أسقط في يديه، وقال أبو عمرو: لا يقال: أسقط بالألف على ما لم يسم فاعله وأحمد بن يحيى مثله ".
٥ - هذا الحديث قد نقل بطرق كثيرة وعبارات متفاوتة بل صدر في أوقات مختلفة ونكتفي هنا بما نقله الزمخشري فقال في الفائق في مادة " كلف " ما نصه:
" عمر - رضي الله تعالى عنه - دخل عليه ابن عباس حين طعن فرآه مغتما " لمن يستخلف بعده فجعل ابن عباس يذكر له أصحابه فذكر عثمان فقال: كلف بأقاربه وروى أخشى حفده وأثرته، قال: فعلي قال: ذاك رجل فيه دعابة، قال: فطلحة قال: لولا بأوفيه وروى أنه قال: الاكنع إن فيه بأوا " ونخوة، قال: فالزبير قال: وعقة لقس وروى:
خرس ضبيس أو قال: ضمس، قال: فعبد الرحمن قال: أوه ذكرت رجلا صالحا " لكنه ضعيف وهذا الأمر لا يصلح له إلا اللين من غير ضعف والقوي من غير عنف وروى: لا يصلح أن يلي هذا الأمر إلا حصيف العقدة قليل الغرة، الشديد في غير عنف اللين في غير ضعف، الجواد في غير سرف، البخيل في غير وكف، قال: فسعد بن أبي وقاص قال: ذلك يكون في مقنب من مقانبكم ".
أقول: فخاض في بيان لغاته وتفسير كلماته فمن أراد ما ذكره فليراجع الفائق فإن المقام لا يسعه ونقله المجلسي بتمامه في ثامن البحار في باب الشورى (أنظر ص ٣٥٧ من طبعة أمين الضرب) وأورد الحديث في الباب المذكور نقلا عن كتب أخرى منها العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي - الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي (أنظر ص 352 من الكتاب المشار إليه) ونص عبارته: " د - عن ابن عباس قال: بينا أنا أمشي مع عمر يوما " إذ تنفس نفسا " ظننت أنه قد قصمت أضلاعه فقلت: سبحان الله والله ما أخرج منك هذا إلا أمر عظيم فقال:
ويحك يا بن عباس ما أدري ما أصنع بأمة محمد (فساق الحديث إلى آخره قائلا بعده:) هذا آخر ما نقلت من كتاب الإستيعاب) " فأورد المجلسي بيانا لتفسير لغات الحديث فمن أراده فليراجع هناك فإن ذكره هنا يفضي إلى طول لا يناسب المقام.
أقول: قد علم من كلام ابن المطهر (ره) في آخر الحديث أنه مذكور في كتاب الإستيعاب وقد أخذه منه وهو كذلك ونص عبارته في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي - طالب - عليه السلام - هكذا (أنظر ص 467 من طبعة حيدر آباد الدكن):
" حدثنا عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه في كتابي وهو ينظر في كتابه قال:
حدثنا أبو محمد قاسم بن أصبغ حدثنا أبو عبيد بن عبد الواحد البزار حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب قال قاسم: وحدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ حدثنا سليمان بن داود قالا:
حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن - عباس قال: بينا أنا أمشي مع عمر يوما "، الحديث " وفي آخره: " قال ابن عباس:
كان والله عمر كذلك ".
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست