قد ذكر المصنف (ره) في آخر ترجمة سمرة بن جندب (ص 69) ما نصه:
" قال: هذا عمل أخيك زياد وهو أمرني بذلك، قال: أنت وأخي في النار " وقلنا في حاشية الصفحة:
" أن قوله: هذا عمل أخيك زياد، إشارة إلى أن سمرة قد عمل هذا العمل بأمر زياد بن أبيه وهو أخو أبي بكرة فالأولى أن نحيل هذا البحث إلى تعليقات آخر الكتاب فإن الخوض فيه يفضي إلى طول فلا يسعه المقام فسنذكر إن شاء الله هناك ترجمته ببيان مبسوط يكشف عن حقيقة حاله وسوء منقلبه ومآله ".
فالحري بالمقام أن ننجز ما وعدناه فنذكر قبل الخوض في إنجاز ما وعدناه شيئا " من ترجمته وسوانحه الحياتية حتى يعرفه الناظرون في هذا الكتاب فنقول:
قال المحدث القمي (ره) في سفينة البحار في " سمر " (ج 1، ص 654):
" سمرة بفتح السين وضم الميم ابن جندب من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وكان منافقا " لأنه كان يبغض عليا - عليه السلام - وكان بخيلا " وهو الذي ضرب ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله القصوى بعنزة كانت له على رأسها فشجها فخرجت إلى النبي فشكته (راجع سادس البحار ص 127 من طبعة أمين الضرب) وروي في الكافي عن زرارة عن أبي جعفر - عليه السلام - أن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاري بباب البستان فكان يمر به إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فشكا إليه وخبره الخبر فأرسل إليه رسول الله وخبره بقول الأنصاري وما شكا " وقال:
إذا أردت الدخول فاستأذن فأبى فلما أبى ساومه حتى بلغ من الثمن ما شاء الله فأبى أن يبيع، فقال: لك بها عذق مذلل في الجنة فأبى أن يقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصاري: