وسلم وموصيا قومه باتباعه ومحليه عند قومه ليعرفوه بصفته وليتبعوه على شريعته وكيلا يضلوا فيه من بعده فيكون من هلك أو ضل بعد وقوع الاعذار والانذار عن بينة وتعيين حجة فكانت الأمم في رجاء من الرسل وورود من الأنبياء ولئن أصيبت بفقد نبي بعد نبي على عظم مصائبهم وفجائعها بهم فقد كانت على سعة من الأمل ولا مصيبة عظمت ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لان الله ختم به الانذار والاعذار وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه وجعله بابه الذي بينه وبين عباده ومهيمنه الذي لا يقبل الا به ولا قربة إليه الا بطاعته وقال في محكم كتابه من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا فقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته و كان ذلك دليلا على ما فوض الله إليه وشاهدا له على من اتبعه
(٤٠)