ورود في أخيب وفود وألعن مورود يتصارخان باللعنة و يتناعقان بالحسرة مالهما من راحة ولا عن عذابهما من مندوحة ان القوم لم يزالوا عباد أصنام وسدنة أوثان يقيمون لها المناسك وينصبون لها العناير ويتخذون لها القربان ويجعلون لها البحيرة والسائبة والوصيلة والحام و يستقسمون بالأزلام عامهين عن الله عز ذكره حايرين عن الرشاد مهطعين إلى البعاد قد استحوذ عليهم الشيطان وغمرتهم سوداء الجاهلية ورضعوا جهالة وانفطموا ضلالة فأخرجنا الله إليهم رحمة واطلعنا عليهم رأفة واسفر بنا عن الحجب نورا لمن اقتبسه وفضلا لمن اتبعه وتأييدا لمن صدقه فتبوء العز بعد الذلة والكثرة بعد القلة وهابتهم القلوب والابصار وأذعنت لهم الجبابرة وطواغيتها وصاروا أهل نعمة مذكورة وكرامة منسورة وامن بعد خوف وجمع بعد حوب وأضاءت بنا مفاخر معد بن
(٤٤)