إذا رأيتم الهلال من أول النهار فأفطروا وإذا رأيتموه في آخر النهار فلا تفطروا فان الشمس تزيغ عنه أو تميل عنه.
ومن طريق محمد بن المثنى نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن الركين ابن الربيع عن أبيه (1) قال: نا مع سلمان بن ربيعة الباهلي ببلنجر (2) فرأيت الهلال ضحى فاتيت سلمان فأخبرته فقام تحت شجرة فلما رآه أمر الناس (3) فافطروا: وبه يقول عبد الملك بن حبيب الأندلسي، وأبو بكر بن داود، وغيره (فان قيل) قد روى عن عمر خلاف هذا، قلنا: نعم وإذا صح التنازع وجب الرد إلى القرآن، والسنة، وقد ذكرنا الآن وجه ذلك وبالله تعالى التوفيق.
759 مسألة ومن السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور وإنما هو مغيب الشمس عن أفق الصائم ولا مزيد.
روينا من طريق مسلم عن قتيبة عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فان في السحور بركة).
ومن طريق قتيبة عن الليث بن سعد عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاصي عن عمرو بن العاصي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) قال (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور (5)).
قال أبو محمد: لا يضر الصوم تعمد ترك السحور لأنه من حكم الليل والصيام من حكم النهار، ولا يبطل عمل بترك عمل غيره الا بان يوجب ذلك نص فيوقف عنده.
ومن طريق ابن مسعود انه كان يؤخر السحور ويعجل الافطار فقالت عائشة:
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع (6).
ومن طريق مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).
ومن طريق البخاري عن مسدد عن عبد الواحد عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله ابن أبي أوفى سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال: (انزل فاجدح (7)