والمالكيون يحتجون برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إذا وافق أهواءهم، ولم يروه ههنا حجة.
وخبر من طريق عتاب عن ثابت بن عجلان عن عطاء عن أم سلمة أم المؤمنين قالت:
(كننت ألبس أوضاحا (1) لي من ذهب، فقلت: يا رسول الله أكنز هو؟ قال: ما بلغ أن تؤدى زكاته فزكى فليس بكنز (2)).
وعتاب مجهول، الا أن المالكيين يحتجون بمثل حرام بن عثمان، وسوار بن مصعب، وهذا خير منه.
ومن طريق يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن عمرو هو ابن عطاء أخبره عن (3) عبد الله بن شداد بن الهاد قال: دخلنا على عائشة أم المؤمنين فقالت: (دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي سخابا من ورق، فقال: أتؤدين زكاته؟ قلت: لا، أو ما شاء الله تعالى، فقال: هو حسبك (4) من النار.
قال أبو محمد: يحيى بن أيوب ضعيف، كالمالكيون يحتجون بروايته، وإذا وافق أهواءهم، ونقول للحنيفيين: أنتم قد تركتم رواية أبي هريرة في غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا من أجل أنكم رويتم من طريق لا خير فيها أنه خالف ما روى من ذلك لا حجة لكم في ترك ذلك الخبر الثابت الا بهذا، ثم أخذتم برواية عائشة هذه التي لا تصح، وهي قد خالفته من أصح طريق، فما هذا التلاعب بالدين؟!.
فان قالوا: قد روى عنها الاخذ بما روت من هذا.
قلنا لهم: وقد صح عن أبي هريرة الاخذ بما روى في غسل الإناء من ولوغ الكلب.
فان قالوا: قد روى زكاة الحلى كما أوردتم غير عائشة، وهو عبد الله بن عمرو (5).