ويظهر ذلك جليا في قوله: " وتنافست معظم الجماعات الإسلامية في تأييد الثورة الإيرانية وهذه الجماعات التي تنتسب إلى مذهب أهل السنة متناحرة فيما بينها متخاصمة، ومن الصعوبة جدا أن توحد صفها، لكنهم جميعا متفقون على ضرورة تأييد الثورة الإيرانية والتعاون والتنسيق مع البطل الإسلامي الخميني كما يقولون (77).
وهذا الاتفاق بين الحركات الإسلامية والثورة الإيرانية هو الذي يؤرق أجهزت الأمن في العالم الإسلامي. وهذه الحركات فيها العلماء والفقهاء، وزعماء الحركات الإسلامية الكبرى، وقد أجمعوا على إسلامية هذه الثورة ووجوب الوقوف بجانبها في حربها ضد الإمبريالية وأذنابها في المنطقة. فهذا أبو الأعلى المودودي زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان يرد على سؤال مجلة الدعوة القاهرية عدد 29 أغسطس (آب) 1979 م، حول الثورة الإسلامية في إيران. أجاب العالم المجتهد الذي أجمعت الحركة الإسلامية أنه واحد من أبرز روادها في هذا القرن: " وثورة الخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات " (78).
ويستعرض الأستاذ فتحي يكن مؤامرات الاستعمار والقوى الدولية ضد الإسلام فيقول في كتابه (أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، ص 48): " وفي التاريخ القريب شاهد على ما نقول ألا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران هذه التجربة التي هبت لمحاربتها وإجهاضها كل قوى الأرض الكافرة ولا تزال، بسبب أنها إسلامية وأنها لا شرقية ولا