المذهب الحنبلي وإلا القتل أو النفي من أراضيهم وأراضي أجدادهم ليحتلها بعد ذلك البدو، الهاربون من قحط الصحراء النجدية وشظف العيش فيها.
وإذا أضفنا إلى ذلك مجزرة كربلاء حين هجم (12 ألف وهابي) فجأة على ضريح الإمام الحسين، وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات، تركوا ما تبقى للنار والسيف... وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة.
وبعد النهب والقتل دمروا كذلك ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء. وحطموا خصوصا المنابر والقباب لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذهب (72).
إن التاريخ الوقائعي لعلاقة الشيعة الإمامية بالوهابية داخل المملكة السلفية مثقل بالجروح والآلام، فمن القتل والنفي في الماضي، إلى التمييز الطائفي الحالي، حيث تعذر على الحكومة ومؤسساتها الدينية القضاء على الشيعة بفضل صمودهم، وبفضل المدنية الغربية التي فجرت النفط في مناطقهم واستخدمت الشيعة في صناعة النفط (73) وآمنت بإنسانيتهم. فتعذر على الحكومة إبادتهم، إرضاء لشهوة البدو في تملك أراضيهم ومناطقهم الفلاحية المتميزة.
لكنهم محاصرون اجتماعيا واقتصاديا ودينيا. ويمارس عليهم أقصى أنواع التمييز الطائفي الذي لا يوجد له مثيل في العالم بأسره. فهم لا يدخلون الجيش إلا بصورة نادرة، سلاح الطيران إلا بصورة نادرة، سلاح البحرية إلا بصورة نادرة أيضا، لا يحق لهم الارتقاء الوظيفي إلى مستوى وزراء.. وهذا