تحت اليد، والكبر نقيض الصغر (يعجز عن حفظه أكثر أهل العصر) الراغبين في حفظ مختصر في الفقه لأن الهمم قد تقاصرت عن حفظ المطولات بل والمختصرات وصارت على النذر اليسير مقتصرات (الا بعض أهل العنايات) من أهل العصر، وهو سهل الله تعالى عليه ذلك فلا يكبر: أي يعظم غليه حفظه (فرأيت) من الرأي في الأمور المهمة لامن الرؤية (اختصاره) بان لا يفوت شئ من مقاصده. والاختصار ايجاز اللفظ مع استيفاء المعنى، قيل ما دل قليله على كثيره (في نحو نصف حجمه) هو صادق بما وقع في الخارج من الزيادة على النصف بيسير بل هو إلى ثلاثة أرباعه أقرب كما قيل ولعله ظن ذلك حين شرع في اختصاره ثم احتاج إلى زيادة. وقيل إن مراده بذلك ما يتعلق بالمحرر دون الزوائد، ونون النصف مثلثة وفيه لغة رابعة نصيف بزيادة ياء وفتح أوله، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " قوله أنفق أحدكم ملء الأرض ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " (وليسهل حفظه) أي المختصر لكل من يرغب في حفظ مختصر، وتقدم عن الخليل أنه قال: الكلام يبسط ليفهم ويختصر ليحفظ. والحفظ نقيص النسيان (مع ما) أي مصحوبا ذلك المختصر بما (أضمه إليه) في أثنائه (إن شاء الله تعالى) وبذلك قرب من ثلاثة أرباع أصله كما مر (من الأصل) أي المحرر (محذوفات) أي متروكات اكتفاء بذكرها في المبسوطات (ومنها مواضع يسيرة) نحو الخمسين موضعا اذكرها على المختار (ذكرها في المحرر على خلاف المختار في المذهب) الآتي ذكره فيه مصححا (كما ستراها إن شاء الله تعالى) في خلافها له نظرا للمدرك (واضحات) فذكر المختار فيها هو المراد ولو عبر به أولا كما قدرته كان أولى (ومنها ابدال ما كان من ألفاظه غريبا) أي غير مألوف الاستعمال (أو موهما) أي موقعا في الوهم، أي الذهن (خلاف الصواب) أي الاتيان بدل ذلك (بأوضح واخصر منه بعبارات جليات) أي ظاهرات لاخفاء فيها في أداء المراد، وادخال الباء بعد لفظ الابدال على الماتى به موافقة للاستعمال العرفي وإن كان خلاف المعروف لغة من ادخالها على المتروك، فلو قال ومنها ابدال الأوضح والأخصر بما كان من ألفاظه غريبا أو موهما خلاف الصواب كان أولى نحو: أبدلت الجيد بالردئ: اخذت الجيد بدل الردئ، وسيأتي تحرير ذلك في صفة الصلاة إن شاء الله تعالى.
(فائدة) قال الجوهري: الابدال قوم صالحون لا تخلو الدنيا منهم إذا مات منهم واحد ابدل الله تعالى مكانه آخر. وقال على رضى الله تعالى عنه: الابدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق: أي الزهاد، وعلامة الابدال ان لا يولد لهم وكان منهم حماد بن زيد تزوج بسبعين امرأة فلم يولد له (ومنها بيان القولين والوجهين والطريقين والنص ومراتب الخلاف) قوة وضعفا في المسائل (في جميع الحالات) هذا الاصطلاح لم يسبق إليه المصنف أحد، وهو اصطلاح حسن بخلاف المحرر فإنه تارة يبين نحو أصح القولين واظهر الوجهين، وتارة لا يبين نحو الأصح والأظهر. فإن قيل لم لم يوف المصنف بذلك في كثير من المواضع كما ستقف إن شاء الله تعالى على كثير من ذلك؟ وقد قال الأسنوي: ما ادعاه من بيان ذلك في جميع المسائل مردود، فاما بيان القولين والوجهين، فيرد عليه ما عبر فيه بالمذهب فإنه لا اصطلاح له فيه كما سيأتي. واما بيان الطريقين والنص فلم يستوعب بهما المسائل والأقارب. واما مراتب الخلاف فيرد عليه فيه أنواع سلكها المصنف في كتابه واما ما عدا ذلك فقد استوفاه وإن كان بعضه مردودا اه ملخصا. أجيب بان مراده ما ذكره فلا اعتراض عليه لأنه سيأتي ما لم يبين فيه مراتب الخلاف كقوله: وحيث أقول، وقيل كذا فهو وجه ضعيف والصحيح أو الأصح خلافه، أو ان