مغني المحتاج - محمد بن أحمد الشربيني - ج ١ - الصفحة ٢
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الغنى المغنى الكريم الفتاح. الذي شرح صدور العلماء العاملين في المساء والصباح. بسلوك المنهاج المستقيم، ونور بهم سبل الفلاح. وألبسهم حلل الولاية والكراهة والتعظيم، وأسبل عليهم ألوية الصلاح. والصلاة والسلام على من أشرقت كواكب مجده وسعده في سماء الاسعاد، وكان هاديا مهديا إماما لائمة قبلة الاوشاد، المحمود في السر والاعلان.
المسعود في كل زمان ومكان، القائل: " العلماء ورثة الأنبياء ": أي ولم يورثوا المال، وعلى آله وأصحابه الذين بهم يقتدى في الأعمال، ما أزهرت وتلالات في سماء الصحائف، ولاحت أنوار نجوم الفضال الفرائد، وأزهرت روضة اللطائف، وفاحت أنوار نجوم المسائل والفوائد. احمد على نعمه التي لا نهاية لحدها، واشكره على مننه التي تقصر الألسن عن حصرها وعدها. واشهد ان لا آله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى إخوانه من النبيين، وآل كل وسائر الصالحين، وتابعيهم باحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فيقول فقير رحمة ربه القريب (محمد الشربيني الخطيب) لما يسر الله سبحانه وتعالى وله الفضل والمنة الفراغ من شرحي على التنبيه، للعلامة القطب الرباني: أبي إسحاق الشيرازي، قدس الله روحه ونور ضريحه، المشتمل على كثير من مهمات الشروح والمصنفات، وفوائدها ونفاسها المفردات، حمدت الله سبحانه وتعالى على اتمامه، وسألته المزيد من فضله وانعامه. ثم سألني بعض أصحابي ان اجعل مثله على منهاج الإمام الرباني، الشافعي الثاني: محيي الدين النووي، فترددت في ذلك مدة من الزمان، لأني اعرف انى لست من أهل ذلك الشأن، حتى يسر الله لي زيارة سيد المرسلين، صلى الله وسلم عليه وعلى سائر النبيين، والآل والصحب أجمعين، في أول عام تسعمائة وتسعة وخمسين. استخرت الله في حضرته، بعد أن صليت ركعتين في روضة وسألته ان ييسر لي امرى، فشرح الله سبحانه وتعالى لذلك صدري.
فلما رجعت من سفري واستمر ذلك الانشراح معي، شرعت في شرح يوضح من معاني متاني منهاج الإمام للنووي ما خفا، ويفصح عن مفهوم منطوقه بألفاظ تذهب عن الفهم جفا، وتبرز المكنون من جواهره، وتظهر المضمر في سرائره، خال عن الحشو والتطويل، حاو للدليل والتعليل، مبين لما عليه المعول من كلام المتأخرين والأصحاب، عمدة للمفتي وغيره ممن يتحرى الصواب، مهذب الفصول، محقق الفروع والأصول، متوسط الحجم، وخير الأمور أوساطها، لا تفريطها ولا افراطها.
هذا، ولسان التقصير في طول مدحه قصير، والله يعلم المفسد من المصلح واليه المصير.
ولما كان مطالعه بمطالعه يذهب عنه تعب وعنا، وينفى عنه فقر الحاجة عنه فقر الحاجة ويجلب له راحة وغنى. سميته:
مغنى المحتاج: إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج واسال الله تعالى أن يجعله عملا مقرونا بالاخلاص والقبول والاقبال، وفعلا متقبلا مرضيا زكيا يعد من صالح الأعمال وينشره ذكره كما نشر أصله في كل ناد، ويعم نفعه لكل عاكف وباد، ويبلغني وأصحابي وأحبابي والمسلمين من خيري الدنيا والآخرة أملنا، ويختم بالسعادة قولنا وعملنا، انه قريب مجيب، وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب.
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 كتاب الطهارة 16
3 باب أسباب الحدث 31
4 فصل في آداب الخلاء وفي الاستنجاء 39
5 باب الوضوء 46
6 باب مسح الخف 63
7 باب الغسل 68
8 باب النجاسة 77
9 باب التيمم 86
10 فصل في بيان أركان التيمم وكيفيته وغير ذلك 96
11 باب الحيض وما يذكر معه من الاستحاضة الخ 108
12 فصل إذا رأت المرأة من الدماء الخ 113
13 كتاب الصلاة 120
14 فصل إنما تجب الصلاة على كل مسلم الخ 130
15 فصل الأذان والإقامة سنة 133
16 فصل استقبال القبلة شرط لصلاة القادر الخ 142
17 باب صفة الصلاة 148
18 باب شروط الصلاة 184
19 فصل تبطل الصلاة بالنطق بحرفين الخ 194
20 باب سجود السهو 204
21 باب تسن سجدات التلاوة 214
22 باب صلاة النفل 219
23 كتاب صلاة الجماعة 229
24 فصل في صفات الأئمة 237
25 فصل يذكر فيه بعض شروط الاقتداء وآدابه 245
26 فصل: شرط القدوة أن ينوي المأموم الخ 252
27 فصل تجب متابعة الامام في أفعال الصلاة الخ 255
28 فصل في قطع القدوة وما تنقطع به وما يتبعهما 259
29 باب كيفية صلاة المسافر 262
30 فصل في شروط القصر وما يذكر معه 266
31 فصل في الجمع بين الصلاتين 271
32 باب صلاة الجمعة 276
33 فصل في الأغسال المسنونة في الجمعة وغيرها وما يذكر معها 290
34 فصل في بيان ما تدرك به الجمعة وما لا تدرك به، وجواز الاستخلاف وعدمه 296
35 باب صلاة الخوف 301
36 فصل فيما يجوز لبسه للمحارب وغيره وما لا يجوز 306
37 باب صلاة العيدين 310
38 فصل في التكبير المرسل والمقيد 314
39 باب صلاة الكسوفين 316
40 باب صلاة الاستسقاء 321
41 باب في حكم تارك الصلاة المفروضة على الأعيان 327
42 كتاب الجنائز 329
43 فصل في تكفين الميت وحمله 336
44 فصل في الصلاة على الميت المسلم غير الشهيد 340
45 فصل في دفن الميت وما يتعلق به 351
46 مسائل منثورة 356
47 كتاب الزكاة باب زكاة الحيوان 368
48 فصل إن اتحد نوع الماشية 374
49 باب زكاة النبات 381
50 باب زكاة النقد 389
51 باب زكاة المعدن والركاز والتجارة 394
52 فصل شرط زكاة التجارة الحول والنصاب الخ 397
53 باب زكاة الفطر 401
54 باب من تلزمه الزكاة وما تجب فيه 408
55 فصل في أداء زكاة المال 413
56 فصل في تعجيل الزكاة وما يذكر معه 415
57 كتاب الصيام 420
58 فصل في أركان الصوم 423
59 فصل شرط الصوم الامساك عن الجماع الخ 427
60 فصل شرط الصوم الاسلام والعقل الخ 432
61 فصل في شروط وجوب صوم رمضان 436
62 فصل في فدية الصوم الواجب 438
63 فصل في موجب كفارة الصوم 442
64 باب صوم التطوع 445
65 كتاب الاعتكاف 449
66 فصل في حكم الاعتكاف المنذور 455
67 كتاب الحج 459
68 باب المواقيت 471
69 باب الإحرام 476
70 فصل في ركن الاحرام وما يطلب للمحرم الخ 478
71 باب دخول مكة 482
72 فصل فيما يطلب في الطواف من واجبات وسنن 485
73 فصل فيما يختم به الطواف وبيان كيفية السعي 493
74 فصل في الوقوف بعرفة وما يذكر معه 495
75 فصل في المبيت بمزدلفة والدفع منها وفيما يذكر معها 499
76 فصل في المبيت بمنى ليالي أيام التشريق 505
77 فصل في بيان أركان الحج والعمرة وكيفية أداء النسكين وما يتعلق بذلك 513
78 باب محرمات الإحرام 518
79 باب الإحصار والفوات 532