مغني المحتاج - محمد بن أحمد الشربيني - ج ١ - الصفحة ١٠
رافعان، بل هو منسوب إلى جد من أجداده، وربما يقال: ان من حفظ حجة على من لم يحفظ. وقال الشارح منسوب إلى رافع بن خديج الصحابي كما وجد بخطه فيما حكى (رحمه الله تعالى) ورضى عنه (ذي التحقيقات) الكثيرة في العلم والتدقيقات الغزيرة في الدين: ذي الخاطر العاطر، والفهم الثاقب والمفاخر والمناقب، كان من بيت علم: أبوه وجده وجدته. قيل إنها تفتى النساء. توفى سنة ثلاث أو أربع وعشرين وستمائة، وهو ابن ست وستين سنة، وكان إذا خرج من المسجد أضاءت له الكروم. حكى ان شجرة أضاءت له لما فقد وقت التصنيف ما يسرحه عليه. ومن اشعاره رضي الله عنه ورحمه وعفا عنه:
أقيما على باب الكريم أقيما * * ولا تنيا في ذكره فتهيما هو الرب من يقرع على الصدقة بابه * * يجده رؤوفا بالعباد رحيما فإن قيل ليس فيما ذكره المصنف كبير مدح لأن ذلك تحقيقة: وهي المرة من التحقيق وهو جمع وسلامة وهو للقلة عند سيبويه ولو اتى بجمع كثرة لكان انسب. وأجيب بما تقدم في الاعداد من أن جمع القلة المحلى بالألف واللام يفيد العموم.
(فائدة) من كلام سيدي أبى المواهب يعرف منها الفرق بين التحقيق والتدقيق. قال: اثبات المسألة بدليلها تحقيق واثباتها بدليل آخر تدقيق، والتعبير عنها بفائق العبارة الحلوة برقيق، وبمراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق، والسلامة فيها من اعترض الشرع توفيق (وهو) أي المحرر (كثير الفوائد) جمع فائدة، وهي ما استفيد من علم أو مال، وحق له ان يصفه بذلك فإنه بحر لا يدرك قعره ولا ينزف غمره (عمدة) أي يعتمد عليه (في تحقيق المذهب) أي ما ذهب إليه الشافعي وأصحابه من الأحكام في المسائل مجازا عن مكان الذهاب (معتمد للمفتي) أي يعتمد عليه ويرجع عند الحاجة إليه والمفتى وارث الأنبياء وموضح الدلالة والمبين بجوابه حرام الشرع وحلاله، ويكفيه هذا الوصف تعظيما له وجلالة (وغيره) أي المفتى ممن يصنف أو يدرس (من أولى) أي أصحاب (الرغبات) بفتح الغين جمع رغبة بسكونها. قال تعالى " ويدعوننا رغبا ورهبا " تقول: رغبت عن الشئ بركته، ورغبت فيه أردته، وهذا من المصنف رحمه الله تعالى دليل على أنصافه في العلم. قال قال صلى الله عليه وسلم " إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل ". وقال ابن عبد البر: من بركة العلم وآدابه الانصاف وقال مالك: ما في زماننا أقل من الانصاف. قال الدميري هذا في زمان مالك فكيف بهذا الزمان: أي وما بعده الذي هلك فيه كل هالك (وقد التزم مصنفه رحمه الله ان ينص) في مسائل الخلاف (على ما صححه) فيها (معظم) أي أكثر (الأصحاب) لأن نقل المذهب من باب الرواية فيرجح بالكثرة: قاله تلميذ المصنف ابن العطار: ولكن إنما يرجع إلى قول الأكثر إذا لم يظهر دليل بخلافه، لأن العدة تقضى بان الخطأ إلى القليل أقرب (ووفى) بالتخفيف والتشديد (بما التزمه) حسبما اطلع عليه فلا ينافي ذلك استدراكه عليه التصحيح في بعض المواضع الآتية، لكن قال السبكي: ان من فهم عن الرافعي انه لا ينص الا ما عليه المعظم فقد أخطأ فهمه فإنه إنما قال في خطبة المحرر انه ناص على ما رجحه المعظم من الوجوه والأقاويل ولم يقل انه لا ينص الا على ذلك، وكيف وقد صرح في مواضع كثيرة بخلاف قولهم كقوله: إن موضع التحذيف من الوجه، وإن الجلوس بين السجدتين ركن قصير، ومنع النظر إلى وجه الحرة. كفيها، والأكثرون على خلاف ذلك. ثم إنه قد يجزم في المحرر بشئ وهو بحث للإمام وغيره كما سيأتي في الجمعة في انصراف المعذور إذا حضر الجامع وفي الزكاة في العلف المؤثر، بل الكتب التي لم يقف عليها مشحونة بما لا يحصيه الا الله، من النصوص والمسائل التي لم يذكرها، وقد ذكر ابن الرفعة من ذلك ما يقتضى للناظر العجب من كثرته (وهو) أي ما التزمه (من أهم أو) هو (أهم المطلوبات) لطالب الفقه من الوقوف على المصحح من الخلاف في مسائله وكان قائلا يقول للمصنف لما كان المحرر بهذا الوصف فلأي شئ تختصره فاعتذر عن ذلك بقوله (لكن في حجمه) أي المحرر (كير (وحجم الشئ ملمسه الناتئ
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 كتاب الطهارة 16
3 باب أسباب الحدث 31
4 فصل في آداب الخلاء وفي الاستنجاء 39
5 باب الوضوء 46
6 باب مسح الخف 63
7 باب الغسل 68
8 باب النجاسة 77
9 باب التيمم 86
10 فصل في بيان أركان التيمم وكيفيته وغير ذلك 96
11 باب الحيض وما يذكر معه من الاستحاضة الخ 108
12 فصل إذا رأت المرأة من الدماء الخ 113
13 كتاب الصلاة 120
14 فصل إنما تجب الصلاة على كل مسلم الخ 130
15 فصل الأذان والإقامة سنة 133
16 فصل استقبال القبلة شرط لصلاة القادر الخ 142
17 باب صفة الصلاة 148
18 باب شروط الصلاة 184
19 فصل تبطل الصلاة بالنطق بحرفين الخ 194
20 باب سجود السهو 204
21 باب تسن سجدات التلاوة 214
22 باب صلاة النفل 219
23 كتاب صلاة الجماعة 229
24 فصل في صفات الأئمة 237
25 فصل يذكر فيه بعض شروط الاقتداء وآدابه 245
26 فصل: شرط القدوة أن ينوي المأموم الخ 252
27 فصل تجب متابعة الامام في أفعال الصلاة الخ 255
28 فصل في قطع القدوة وما تنقطع به وما يتبعهما 259
29 باب كيفية صلاة المسافر 262
30 فصل في شروط القصر وما يذكر معه 266
31 فصل في الجمع بين الصلاتين 271
32 باب صلاة الجمعة 276
33 فصل في الأغسال المسنونة في الجمعة وغيرها وما يذكر معها 290
34 فصل في بيان ما تدرك به الجمعة وما لا تدرك به، وجواز الاستخلاف وعدمه 296
35 باب صلاة الخوف 301
36 فصل فيما يجوز لبسه للمحارب وغيره وما لا يجوز 306
37 باب صلاة العيدين 310
38 فصل في التكبير المرسل والمقيد 314
39 باب صلاة الكسوفين 316
40 باب صلاة الاستسقاء 321
41 باب في حكم تارك الصلاة المفروضة على الأعيان 327
42 كتاب الجنائز 329
43 فصل في تكفين الميت وحمله 336
44 فصل في الصلاة على الميت المسلم غير الشهيد 340
45 فصل في دفن الميت وما يتعلق به 351
46 مسائل منثورة 356
47 كتاب الزكاة باب زكاة الحيوان 368
48 فصل إن اتحد نوع الماشية 374
49 باب زكاة النبات 381
50 باب زكاة النقد 389
51 باب زكاة المعدن والركاز والتجارة 394
52 فصل شرط زكاة التجارة الحول والنصاب الخ 397
53 باب زكاة الفطر 401
54 باب من تلزمه الزكاة وما تجب فيه 408
55 فصل في أداء زكاة المال 413
56 فصل في تعجيل الزكاة وما يذكر معه 415
57 كتاب الصيام 420
58 فصل في أركان الصوم 423
59 فصل شرط الصوم الامساك عن الجماع الخ 427
60 فصل شرط الصوم الاسلام والعقل الخ 432
61 فصل في شروط وجوب صوم رمضان 436
62 فصل في فدية الصوم الواجب 438
63 فصل في موجب كفارة الصوم 442
64 باب صوم التطوع 445
65 كتاب الاعتكاف 449
66 فصل في حكم الاعتكاف المنذور 455
67 كتاب الحج 459
68 باب المواقيت 471
69 باب الإحرام 476
70 فصل في ركن الاحرام وما يطلب للمحرم الخ 478
71 باب دخول مكة 482
72 فصل فيما يطلب في الطواف من واجبات وسنن 485
73 فصل فيما يختم به الطواف وبيان كيفية السعي 493
74 فصل في الوقوف بعرفة وما يذكر معه 495
75 فصل في المبيت بمزدلفة والدفع منها وفيما يذكر معها 499
76 فصل في المبيت بمنى ليالي أيام التشريق 505
77 فصل في بيان أركان الحج والعمرة وكيفية أداء النسكين وما يتعلق بذلك 513
78 باب محرمات الإحرام 518
79 باب الإحصار والفوات 532