قال: فانصرف بعضهم وبقي بعضهم فرجمه من بقي منهم) (1).
ومنها صحيحة أبي بصير - يعني المرادي - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتي أمير المؤمنين عليه السلام رجل بالكوفة - إلى أن قال - ثم قال: معاشر المسلمين إن هذه حقوق الله فمن كان لله في عنقه حق فلينصرف ولا يقيم حدود الله من في عنقه حد فانصرف الناس وبقي هو والحسن والحسين عليهم السلام) (2).
ومنها حكاية امرأة جاءت إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن نادى أمير المؤمنين عليه السلام بالناس وخرجوا معه إلى ظهر الكوفة متنكرين متلثمين فيما بينهم ولهم أحجارهم لا يعرف بعضهم بعضا فأمر أن يحفر لها حفرا ودفنت فيه ثم ركب بغلته ثم وضع إصبعيه السبابتين في أذنيه ونادى بأعلى صوته: يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى عهد إلى نبيه صلى الله عليه وآله عهدا عهده محمد صلى الله عليه وآله إلي بأنه لا يقيم الحد من لله عليه حد فمن لله عليه مثل ما له عليها فلا يقيم عليها الحد، فانصرف الناس كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام) (3).
وهذه الرواية يستفاد من صدرها العموم ومن ذيلها مثل ما له عليها ولعل الأخبار لا تشمل من كان عليه لله حق أو حد، وقال بينه وبين الله حيث حصل المطهر بحسب بعض الأخبار كما أنه لو أقر وجلد حيث إنه مع الاقرار و الجلد حصلت الطهارة فلا يصدق أنه عليه حد أو حق من مثله ووجه القول بالكراهة وجود المبالغة في أمثاله أنه لما أمر صلى الله عليه وآله برجم ماعز ما ذكر أنه لا يرجمه من كان لله عليه حد وعدم ذكره مع هذه الأهمية بعيد.