قلت: وهذا مرسل وقد ثبت بالدليل أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بمس شئ، فإن صح فضرب مثل لما جرت به الأقدار.
وقال القاضي: تخمير الطين وخلط بعضه ببعض مضاف إلى اليد التي خلق بها آدم.
قلت: وهذا التشبيه المحض..؟ (183).
الحديث الخامس عشر، روى القاضي أبو يعلى: عن عبد الله بن عمر موقوفا أنه قال: " لما خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر ".
قلت: وقد أثبت به القاضي ذراعين وصدرا لله عز وجل... وقال: ليس بجوارح، وهذا قبيح، لأنه حديث ليس بمرفوع ولا يصح، وهل يجوز أن يخلق مخلوق من ذات الله القديم...؟ هذا أقبح مما ادعاه النصارى...؟ (184).
ويقول ابن الجوزي بعد ذكر حديث النزول:
قال ابن حامد: هو على العرش بذاته، مماس له، وينزل من مكانه الذي هو فيه فيزول وينتقل.
قلت: وهذا رجل لا يعرف ما يجوز على الله تعالى.
وقال القاضي: النزول صفة ذاتية، ولا نقول نزوله انتقال. قلت: وهذا مغالطة، ومنهم من قال: يتحرك إذا نزل، ولا يدري أن الحركة لا تجوز على الخالق. وقد حكوا عن أحمد ذلك وهو كذب عليه. ولو كان النزول صفة لذاته، لكانت صفاته كل ليلة تتجدد وصفاته قديمة (185).
الحديث السابع والعشرون: روى القاضي عن عكرمة أنه قال: " إذا أراد الله عز وجل أن يخوف عباده أبدى عن بعضه الأرض فعند ذلك تتزلزل، وإذا أراد أن يدمدم على قوم تجلى لها ".