يسعى في إذاعة كتابه هذا (150).
بعد أن رأينا أقوال أهل العلم في هذا الرجل، سنعرض لبعض ما رواه وقال به في كتاب التوحيد هذا، لتكتمل الصورة لدى القارئ وليتحقق من صدق قول العلماء فيه.
روى بطرق مختلفة عنه (ص) قال: " يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا " (151).
قال ابن خزيمة " باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل ": بلا صفة تصف ضحكه - جل ثناؤه - لا ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين وضحكهم كذلك. بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلى، إذ الله استأثر بصفة ضحكه لم يطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك بقلوبنا، منصتون عما لم يبين لنا، مما استأثر الله تعالى بعلمه (152).
والمشكل هنا أن كلامه الذي أورده تعليقا على حديث الضحك إنما يقنع به العامة وجماهير الحشوية منهم - لأن المسألة في كون هذا الكلام هل يصح عن الرسول أم لا؟ وليست المسألة في التصديق بما ورد عنه (ص). فإن جميع طوائف المسلمين والمنزهة منهم يؤمنون بما صح عنه (ص) ولا يمكنهم رفضه بحال، إذ رفضه أورده يخرجهم عن الملة. أما قوله لا نعلم كيفية ضحك ربنا، فإنه تمويه على العوام أيضا. إذ المتبادر عند وصف الضحك لغة وعرفا وجود فم وأضراس ولهوات، وابن خزيمة وحزبه من الحشوية يعتقدون بأن الله مثل هذه الصفات. ولما حاول بعض علماء أهل السنة من الأشاعرة البحث عن